تم تسريح أكثر من سبعة آلاف شرطي وجندي وموظف حكومي في تركيا بموجب مرسوم جديد صدر الجمعة في إطار حال الطوارئ المعمول بها منذ الانقلاب الفاشل قبل عام.
وفي وقت شبه متزامن، ندّد الداعية التركي فتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة ويتهمه النظام التركي بأنه العقل المدبّر لمحاولة الانقلاب في العام 2016، الجمعة بالحملة التي تشنها السلطات التركية ضد معارضيه.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أنه تم تسريح 7563 شخصاً في إطار موجة التطهير الجديدة هذه، مضيفةً أنّ السلطات أحالت أيضاً 342 عسكرياً على التقاعد.
وكانت صحيفة “حرييت” أوردت أنّ عدد المسرحين 7348 شخصاً، بينهم 2303 شرطيين.
ويأتي المرسوم عشيّة الذكرى الأولى للانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو 2016.
ومنذ ذلك التاريخ، اعتُقل نحو 50 ألف شخص واقيل أكثر من مئة ألف من وظائفهم.
وكان غولن نفى مسؤوليته عن محاولة الانقلاب، وندد في بيان الجمعة بـ”الانقلاب الحقير” و”بالاضطهاد غير المسبوق” ضد حركته “حزمت” (خدمة باللغة التركية).
وتابع غولن “للأسف، في أعقاب هذه المأساة تم إلحاق الاذى بكثير من الأبرياء. فقد تم تسريحهم بشكل غير شرعي وتوقيفهم وسجنهم وحتى تعذيبهم. وكلّ ذلك بأمر الحكومة”.
واتهم الداعية ايضاً “الحكومة بشن حملة مطاردة من اجل القضاء على اي شخص يعتبر خائنا للرئيس اردوغان ونظامه”.
وتقول أنقرة إنّ الحملة التي شنّتها في أعقاب محاولة الانقلاب ضرورية لمواجهة الخطر الذي تُشكّله حركة غولن.
لكنّ حكومات غربية وحقوقيين انتقدوا حملة القمع التي تشنّها الحكومة التركية، معتبرين أنّها تجاوزت المشتبه في تدبيرهم الانقلاب لتشمل معارضي أردوغان.
– إحياء ذكرى
وتُحيي تركيا السبت الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب، بتنظيم فعاليات عدّة.
وقبل الفعاليات، يعقد البرلمان جلسةً خاصة يُشارك أردوغان بعدها في مسيرة شعبية على جسر فوق البوسفور.
وبحلول منتصف الليل بالتوقيت المحلي (21:00 ت غ) يُشارك الأتراك في تجمعات “ساعات الديموقراطية” في كلّ أنحاء البلاد لإحياء ذكرى نزول الناس إلى الشوارع في ليلة الانقلاب الفاشل.
ثم يعود أردوغان إلى أنقرة لإلقاء خطاب في البرلمان الساعة الثانية صباحاً، أي التوقيت نفسه الذي تعرّض فيه مبنى البرلمان للقصف في ليلة محاولة الانقلاب.
وسيُزاح الستار عن نصب تذكاري للقتلى الذين سقطوا في تلك الليلة، خارج القصر الرئاسي في العاصمة.
من جهة ثانية، اثارت ملصقات لمناسبة مرور عام على محاولة الانقلاب، جدلا في تركيا، إذ رأى فيها البعض ازدراء بالجيش.
وظهرت تلك الملصقات التي تحمل شعار رئاسة الجمهورية، في الايام الاخيرة في الواجهات الاعلانية في العديد من المدن التركية.
وتجسد الصور مواطنين اتراكا يواجهون جنودا انقلابيين في 15 تموز/ يوليو 2016.
وفي احدى الصور يظهر عسكري واضعا يديه على رأسه وقد ارتسمت مشاعر الفزع على محياه في مواجهة جمع غاضب.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الجمعة إن المصلقات “ليس فيها ما يُزعج”. واضاف ان الجنود الذين شاركوا في المحاولة الانقلابية “لا يمثلون الجيش” بل كانوا “ارهابيين متنكرين بازياء جنود”.
ولكن البعض استاء من هذه الصور في تركيا حيث يعتبر الجيش عماد جمهورية تركيا الحديثة العلمانية.
وندد متحدث باسم اكبر احزاب المعارضة “حزب الشعب الجمهوري” بهذه الملصقات معتبرا انها تحض على شيوع “مشاعر العداء ضد الجيش”.
كما اعترض “حزب العمل القومي” اليميني، رغم تحالفه مع حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم، على هذه الملصقات.
القدس العربي