قال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السبت إن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري ضد الدولة الإسلامية في سوريا إذا لم يكن التوصل لتسوية سياسية ممكنا. يأتي ذلك بينما يكتنف الغموض محادثات السلام المقررة.
و يعمل الاميركيون على تجهيز مطار في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا لاستخدامه كقاعدة عسكرية لطائراتهم المروحية التي تقل عشرات المستشارين والعناصر الذين دخلوا البلاد اخيرا، وفق ما افادت مصادر متطابقة.
ومن المقرر إجراء أحدث جولات المحادثات بشأن سوريا يوم الاثنين في جنيف ولكنها مهددة بالتأجيل لأسباب منها الخلاف بشأن تشكيل وفد المعارضة.
وتابع بايدن في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو “نعلم أنه من الأفضل التوصل لحل سياسي ولكننا مستعدون إذا لم يكن ذلك ممكنا لأن يكون هناك حل عسكري لهذه العملية وطرد داعش” في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر مسلحوه على أجزاء من سوريا.
واستبعدت المعارضة السورية المدعومة من السعودية إجراء محادثات ولو غير مباشرة ما لم تتخذ دمشق خطوات تشمل وقف الغارات الجوية الروسية.
وقال بايدن إنه وداود أوغلو ناقشا أيضا كيف يمكن للبلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي تقديم مزيد من الدعم لقوات المعارضة السنية العربية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
إلى ذلك، نفت القيادة العسكرية الاميركية سيطرتها على اي مطار في سوريا، مشيرة في الوقت نفسه الى انها تسعى “باستمرار الى زيادة فاعلية الدعم اللوجستي” لقواتها في سوريا.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الفرنسية “يجهز الاميركيون قاعدة عسكرية في منطقة تدعى ابو حجر في جنوب رميلان (ريف الحسكة الشمالي الشرقي) منذ اكثر من ثلاثة اشهر”، مضيفا ان عشرات الخبراء الاميركيين يشاركون “في تجهيز القاعدة” بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، “وقد باتت شبه جاهزة للعمل”.
واضاف “هذه ليست المرة الاولى التي ينتهك فيها الاميركيون السيادة السورية”.
وبحسب المصدر، فان القاعدة “معدة لاستقبال مروحيات وطائرات شحن، ويبلغ طول مدرجاتها 2700 متر وهي مؤهلة لان تتحول الى مهبط لطائرات عدة تقل عتادا وذخائر”. لكنه اكد عدم وجود اي طائرات حربية مقاتلة فيها كما لم يتم استخدامها حتى الآن في عمليات عسكرية.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان بدوره ان المطار لم يستخدم في عمليات عسكرية حتى الآن، اي للغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية على مواقع جهاديين في سوريا.
وذكر ان “مطار رميلان بات شبه جاهز للاستخدام” و”تم توسيع مدرجه خلال الأسابيع الماضية بالتزامن مع هبوط وإقلاع طائرات مروحية أميركية”.
وقال “من شأن المطار ان يتحول الى مقر للمستشارين الأميركيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل شهرين”.
وكشف في تشرين الثاني/نوفمبر عن دخول عسكريين اميركيين الى مناطق يسيطر عليها الاكراد حدودية مع تركيا لتدريب ودعم المقاتلين الاكراد في عمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
واكد مسؤولون اميركيون ارسال “قوات خاصة” الى سوريا والعراق للمساهمة في تنفيذ عمليات محددة ضد التنظيم الجهادي.
واكد مصدر امني سوري ان “القوات الخاصة والمستشارين الاميركيين يستخدمون مطار رميلان مقرا، وتنقلهم طوافات منه الى جبهات القتال”.
ونفى طلال سلو، المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية، وهو تحالف من فصائل عربية وكردية في شمال سوريا مدعوم من الولايات المتحدة، تحول مطار رميلان الى قاعدة اميركية، مؤكدا انه “لا يزال مطارا زراعيا”.
وقال المتحدث باسم القيادة الاميركية الوسطى الكولونيل بات رايدر ان “القوات المسلحة الاميركية لم تسيطر على اي قاعدة جوية في سوريا”، مشددا على ان “موقعنا وعدد قواتنا ما زالا محدودين (…) ولم يحصل اي تعديل على حجم او مهمة التواجد الاميركي في سوريا”.
واضاف ان “القوات الاميركية في سوريا تعمل دائما على تحسين فاعلية الدعم اللوجستي” لقواتها.
ميدل ايست أونلاين