انتشرت مؤخرا ظاهرة الترويج لحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض عدة من صفحات معارضة و أخرى موالية للنظام السوري، وكان آخرها حملة ” حلو يطلع الضو” و قام بها مجموعة من الناشطين معظمهم من الموالين للنظام السوري و بدعم كبير من إذاعة ” شام إف إم “.
و تهدف الحملة إلى جمع أكبر عدد ممكن من السوريين في حشد شعبي لدعم أي جهد يمكنهم من التوصل إلى حل سياسي و يضمن لهم كرامتهم و يحقق سيادتهم، في وقت ازدادت فيه حدة التوترات و الاشتباكات بين قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي و الميليشيات الشيعية من جهة والثوار من جهة أخرى .
و تضمنت الحملة مشاركة عدد من الشخصيات السورية و مواطنين عاديين من خلال فيديوهات و مواقف و صور و تسجيلات صوت، دعوا من خلالها إلى وقف الحرب و نبذ الخلافات و بدء صفحة جديدة بحسب تسميتهم لإعادة بناء و إعمار سوريا ليسطع نورها من جديد، و شجع المشاركون على المصالحة و الحل السياسي بغية حقن الدماء، حيث انتهت جميعها بعبارة ” حلو يطلع الضو”.
و اقتبس مؤسسو الحملة العبارة من إحدى مقاطع مسرحية “لولو” للسيدة فيروز وتقول فيها: “ناس بالخنادق، وناس بالبارات، العدالة كرتون، الحرية كذبة، صار الحبس كبير، وكل حكم بالأرض باطل، خلّو يطلع الضو”.
لعل القائمين على مثل هذه الحملات غافلون عما يقوم به النظام السوري من قصف يومي يطال معظم المدن السورية، فضلا عن سياسة التجويع و الحصار التي قام بها مؤخرا بحق أهالي مدينة مضايا في ريف دمشق ونتج عنها مقتل عشرات المدنيين من الجوع، في حين يقتات معظمهم أوراق الاشجار المغلية ولحم القطط في صراع للبقاء.
و ركزت هذه الحملة على نشر فيديوهات لأطفال من مضايا المحاصرة و التي تطالب بفك الحصار عن المدن الشيعية نبل والزهراء في حلب و كفريا والفوعة في ريف ادلب، فمعظم التعليقات كانت تسخر من التسجيل ووصفته بأنه مجرد كذبة لتبرئة الحملة و جميع الجهات الداعمة لها، ومنها :”عن أي حل سياسي تتحدثون في حملتكم و مضايا تموت جوعا وبردا، تطالبون بإنهاء الحرب و نظامكم الأسدي يقوم بقتل المدنيين و محاربتهم بكافة الوسائل، تقتلون القتيل وتمشون في جنازته!!؟؟”.
و يبرر النظام السوري حصاره لمضايا للضغط على جيش الفتح الذي يقوم بدوره بحصار بلدتي كفريا والفوعة، مع العلم أن جميع المواد الغذائية متوفرة لديهم، وعلى العكس فالحصار كان لصالحهم من خلال الإعانات التي تصلهم دائما عبر المنظمات الإنسانية .
يروجون لحملات إنسانية و هم يفتقرون إليها، يدعون أنهم دعاة سلام و هم صانعو الحروب، يطالبون بإعادة بناء سوريا و هم ببراميلهم المتفجرة يقتلون و يدمرون، و يبقى حلم السوريين بالعيش في بلد آمن بعيدا عن جميع الحملات الدعائية الباطلة التي تصب في صالح النظام .
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد