” يا بدع الورد … يا جمال الورد…الورد الورد يا جمالو. “، تدندن أم سليم أغنية حفظتها من أمها، فهي تغنيها كلما قامت بصنع “مربى الورد”، فالربيع هو موسم لصنع المربيات، وخاصة في بلاد الشام، لتتفتح أزرار الورد بكميات كبيرة في الأرياف.
” أم سليم” تعيش في “دركوش” في ريف إدلب الغربي، حيث يكثر الورد الجوري الزهري ألوان الخاص بمربى الورد، تقول ” في حديقة بيتي أقوم بزرع الورد الجوري، ومع حلول الربيع أقوم بجمعة لقيام بعمل مربى الورد” لتضيف أن “الورد الخاص بالمربى يجب أن تختاره بعناية والانتباه ما أذا كان في قلب الوردة حشرات الربيع وديدانها”.
أما طريقة صنع مربى الورد فتشرحها أم سليم، وهي تفصل بتلات الورد عن الغصن بقولها: “بعد أن افصل البتلات عن عود الزهرة نقوم بغسلهم بالماء للتأكد من نظافة البتلات، وبعد تنشيفها من الماء، نقوم بوزن الورد لكل 1كيلو من الورد، 2.5 كيلو من السكر” تردد أم سليم أغنيتها الخاصة بالورد، لتكمل حديثها، هنا تكون مرحلة ممتعة في عمل المربى وهي فرك السكر مع ورقات الورد، ” تبتسم وتقول” هذا سر جودة المربى، فأم سليم معروفة في المنطقة بجودة صنعها للمربيات وخاصة الربيعية منها.
تحمل هي وابنتها وعاءً كبيراً من الورد المفروك بالسكر لتضعه في مكان من بيتها لا يصل إليه الضوء، وتغطيه بقماشة صنعتها خصيصا لتغطية المربيات،” وفي هذه المرحلة يذوب السكر مع الورد، لمدة يومين أو ثلاثة” ، بعد انقضاء الأيام على الورد وهو مخلوط مع السكر، تضعه أم سليم على نار هادئة جدا مع قليل من عصير الليمون، وتطلب من ابنتها تحريك المربى بملعقة من خشب، لتضمن أن السكر في أسفل الوعاء قد ذاب تماما، وتهمس لابنتها بجلب صبغة خاصة لمربى الورد “القرمز” لإعطائه لونا زهريا غامقا، لتضع منها نقطة واحدة فقط.
مع تحريك ابنتها للمربى تحكي كيف أن مربى الورد أصبح مكلفا، ليصل سعر الكيلو الواحد من الورد 700ل.س، ليست مشكلة بالمقارنة مع سعر السكر الذي يصل سعره لحوالي 350 ل.س، ارتفاع الأسعار أدى لابتعاد كثير من النساء عن عمل المربيات ” على قولة جوزي صار المربى من الرفاهيات”.
أصبح لون المربى زهريا، ورائحته انتشرت في المكان،” بعد ما يبرد المربى نعبي في قطارميز زجاج صغيرة حتى يحتفظ باللون والطعم، ولازم يتخزّن في مكان بعيد عن ضوء الشمس حتى يحافظ على لونه”، وتكمل التعليمات لابنتها.
تجلس أم سليم على شرفة منزلها بعد أن حكت قصة مربى الورد بالنسبة لها، لتدندن أغنية أمها، وتضيف ضاحكة بعد دخول ابنتها بكؤوس زهرية اللون مثلجة جميلة المنظر” أما شراب الورد فهو حكاية تانية، وهي من أسرار شطارتي”، لتتمنى أن تنخفض أسعار المواد اللازمة لصنع المربيات لتعود روح المنافسة مع جاراتها.
المركز الصحفي السوري_ أماني العلي