بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت 13 مايو/أيار 2017، مع خليفة حفتر، قائد القوات المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا في القاهرة، مواصلة حوار الأطراف الليبية وسبل استقرار البلاد.
وفي بيان للرئاسة المصرية، استعرض اللقاء “آخر التطورات السياسية في ليبيا، والتأكيد على أهمية استمرار الجهود من أجل مواصلة الحوار بين الأطراف الليبية وإعلاء المصلحة الوطنية، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة ويلبي طموحات الشعب الليبي في حياة كريمة ومستقرة”.
وأكد السيسي، خلال اللقاء “موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، بما يساهم في عودة الاستقرار لليبيا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها”، وفق البيان ذاته.
وأشار إلى أن “كل المساعي التي تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات (موقَّع في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، بين أطراف النزاع الليبية في مدينة الصخيرات المغربية)، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها”.
وشدَّد على “أهمية إعادة لحمة ووحدة المؤسسة العسكرية الليبية التي نشأت منذ 77 عاماً على يد أبناء ليبيا من مختلف مناطقها”.
كما شدد السيسي في هذا الصدد على “أهمية رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش، فضلاً عن ضرورة وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدِّها بالسلاح والمقاتلين، بخلاف التصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي”، بحسب البيان.
ويفرض مجلس الأمن الدولي حظراً للسلاح على ليبيا، منذ فبراير/شباط 2011، عندما اتَّخذ معمر القذافي إجراءاتٍ مشددة للتعامل مع ثورة شعبية أطاحت بحكمه.
من جانبه، أعرب حفتر الذي لم يتم الإعلان عن موعد وصوله القاهرة أو مغادرتها عن “تقديره للدور المصري الهام في الأزمة الليبية”.
وثمَّن جهود القاهرة “لمساعدة مختلف الأطراف للوصول إلى توافق”، وفق بيان الرئاسة المصرية.
وأشاد حفتر، بـ”حرص مصر على ضمان استقرار الوضع في ليبيا في ظل الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والليبي”.
ويأتي لقاء السيسي وحفتر في القاهرة، وسط أنباء أوردتها قنوات محلية ليبية، تفيد بانضمام فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، للاجتماع المذكور، استكمالاً لجلسات الوفاق التي انطلقت بين حفتر والسراج مؤخراً.
وفي 3 مايو/أيار الجاري، اجتمع السراج مع حفتر، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد وساطة عربية ودولية جاءت بعد فشل العديد من الوساطة لجمع الرجلين معا لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد.
ولاقى اجتماع حفتر والسراج ترحيباً في الأوساط الليبية، التي اعتبرت الاجتماع على طاولة واحدة بدايةً حل الأزمة، التي تعصف بالبلاد منذ مدة، بينما تداول سياسيون أن هناك لقاءات متتابعة للرجلين ستكون في القاهرة.
ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد معمر القذافي، عام 2011، تتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة متعددة، وتتصارع حاليا ثلاث حكومات على الحكم والشرعية، اثنتان منها في العاصمة طرابلس (غرب)، وهما الوفاق (المعترف بها دولياً)، والإنقاذ، إضافة إلى الحكومة المؤقتة في مدينة البيضاء (شرق)، المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق، التابعة له قوات حفتر.
المصدر:هافينغتون بوست عربي