لم يعد يقوى هذا الرجل على مواجهة الجوع الذي يسير به سريعا نحو الموت بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني على بلدة مضايا منذ أكثر من ستة أشهر، الجوع وحده هو ما يشترك به سكان البلدة البالغ عددهم 40 ألفا. فالمواد الغذائية نفدت ولا يسمح النظام بدخول أي منها وما بقي فقط لسد رمق الأطفال سوى بعض أوراق الشجر والحشائش.
صور قاسية عكست سوء الأوضاع المعيشية لأهالي مضايا وأجساد لا تقوى على حمل أصحابها، كل ذلك رفع من أسعار المواد الغذائية إلى حدود غير مسبوقة ليصبح سعر حليب الأطفال بمئة دولار أميركي ويصبح الطعام فيها أمنية طفل قبل أن يفارق الحياة.
مضايا التي تجاور الزبداني كانت جزءا من اتفاق التهدئة بين المعارضة والنظام كمرحلة ثانية لكنها بقيت تحت حصار مشروط من قبل روسيا التي تطالب بتسليم كامل سلاح مقاتلي المعارضة وتسليم المنشقين عن الخدمة للنظام.
من جهتها، وصفت فرنسا الحصار الذي يفرضه النظام السوري على بلدة مضايا بأنه لا يطاق وغير مقبول، ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إلى الرفع الفوري للحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
العربية