نشرت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” تقريراً أمس السبت 5 كانون الأول عن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ودوره في زيادة نسب خط الفقر فيه.
وتبدأ الصحيفة بالإشارة إلى أن التقرير صادر عن وكالة تابعة للأمم المتحدة مما يجعله أكثر واقعية ويعطيه مصداقية أكبر، وأشارت إلى ما أفاده مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) أن التكلفة الاقتصادية على غزة جراء الحصار الإسرائيلي منذ عام 2007 إضافة إلى اعتداءات عسكرية عدة، لا تقل عن 16.7 مليار دولار أمريكي.
وتشير الصحيفة إلى محمد دحلان الذي لعب دوراً مهماً في عملية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل ومشاركته بحسب تقرير الصحيفة في عمليات اغتيال سرية في اليمن من خلال استئجاره لمرتزقة إسرائيليين، وإلى الزعيم محمود عباس الذي لا يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين الذين يريدون منه التنحي وعدم سيطرة هؤلاء على القطاع، ففي الوقت الذي تستمر فيه السياسة بلا حدود، يعيش سكان القطاع في المعاناة بحسب الصحيفة.
فبعد فوز حماس في الانتخابات عام 2006 اتخذ المخططون الإسرائيليون قراراً مدروساً لإبقاء المدنيين الفلسطينيين في مجاعة على الدوام، أو كما وصفه أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي “وضعهم على نظام غذائي”.
وكشفت منظمات حقوق الإنسان أن مسؤولي الصحة الإسرائيليين حسبوا الحد الأدنى من السعرات الحرارية التي يحتاجها سكان غزة لتجنب سوء التغذية، وبعد ذلك حددوا عدد شاحنات الطعام التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع في كل يوم وفقاً لتلك الدراسات.
وتضيف الصحيفة ما قاله المستشار الإسرائيلي “دوف فايسغلاس” أن الفكرة هي وضع الفلسطينيين على نظام غذائي، يجعلهم لا يموتون جوعاً، ولكن لا يبدو أن المستشار يعترض على موت بعضهم بسبب الجوع.
وتضيف الصحيفة أنه مع استمرار الحصار، استخدم المخططون الإسرائيليون تعبيراً آخر لعملياتهم في القطاع وهو “جز العشب” الذي يعني بحسب التقرير قطع الشعب من قبل الجيش الإسرائيلي، ففي حرب إسرائيل عام 2014وحده، قتلت إسرائيل 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين، منهم 551 طفلاً، فيما أصيب من الإسرائيليين 73 جندياً فقط خلال مقاومة الفصائل الفلسطينية لهم.
وتضيف الصحيفة أن التكلفة الاقتصادية البالغة 16 مليار دولار، التي تكبدتها غزة لا تمثل شيئاً مقارنة بالأرواح المفقودة والدمار الذي سببته الوحشية وجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل، ويقول تقرير أونكتاد أن آثار الحرب على قطاع غزة كان انهيار الاقتصاد الاقليمي لها وشيكاً إضافة إلى عزلها عن الاقتصاد الفلسطيني والعالم.
وتضيف الصحيفة أنه لولا الإغلاق والعمليات العسكرية لكان معدل الفقر في القطاع عام 2017 حوالي 15% أي حوالي ربع النسبة الحالية البالغة 56% وفجوة الفقر كان يمكن أن تكون 4.2% أي خمس النسبة الحالية البالغة 20%.
وتختتم الصحيفة تقريرها بأنه على الرغم من محاولة معظم فصائل الصهيونية الترويج لمشروعها على أنه مفيد للسكان الأصليين، إلاّ أن الواقع عكس ذلك تماماً، فمعظم الفلسطينيين معادين لها.
ولكي يحل السلام في فلسطين، يجب إنهاء هذا النظام العنصري
ترجمة محمد المعري
المركز الصحفي السوري
رابط التقرير
https://www.middleeastmonitor.com/20201205-israels-16-billion-siege-on-gaza/