منذ إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” المعروفة بـ (قسد)، إطلاقها معركة السيطرة على الرقة، من تنظيم الدولة الإسلامية، تساءل عدد من النشطاء الأكراد قبل العرب عن السبب الحقيقي الذي دفع بهذه القوات التي تقودها “وحدات الحماية” الكردية، إلى الدخول في معركة لا تعنيهم أصلاً، ولكن سريعاً ما تكشفت الأهداف الحقيقية التي دفعتها للعمل كـ”ميليشيات مرتزقة” لدى الولايات المتحدة، عبر اتفاق “دبر في ليل” بين واشنطن و حزب الاتحاد الديمقراطي.. اتفاق يضمن بمقتضاه الأخير ضم مدينة الرقة العربية إلى ما يسمى “الإدارة الذاتية” أو “الحكم الفيدرالي” في شمال سوريا.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده الناطق باسم “قوات سوريا الديمقراطية” العقيد “طلال سلو”، أمس الأربعاء، توجهت أورينت نت بسؤال واحد وصريح: هل حصلت “قوات سوريا الديمقراطية” على وعود أمريكية بضم مدينة الرقة إلى “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، جواب العقيد “سلو” جاء سريعاً بالنفي، ليخرج بعد ساعات “غريب حسو” ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في “كردستان العراق” جازماً “أن مدينة الرقة بعد تحريرها من تنظيم “الدولة ستنضم للنظام الفدرالي الذي أسس له الأكراد في شمال سوريا”.
الرقة ستنضم ” تلقائياً” إلى النظام الفدرالي
ونقلت وكالة “نوفوستي” عن “حسو” قوله اليوم الخميس، إن “قوات سوريا الديمقراطية تقود العملية لتحرير الرقة، وذلك من المنطقي أن تنضم المدينة بعد تحريرها تلقائياً إلى النظام الفدرالي الديمقراطي الذي يعمل الأكراد على إنشائه في شمال سوريا”.
“حسو” كشف أيضاً عن بعض تفاصيل الخطة لاقتحام الرقة، مضيفاً أن العملية العسكرية ستنطلق بشكل متزامن من 3 محاور– وتحديداً من “عين عيسى وتل أبيض ومقاطعة الجزيرة”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية الأساسية تجري حالياً في ريف الرقة الشمالي، حيث تحاول القوات الكردية وحلفاؤها قطع الرقة عن الحدود مع تركيا.
وشدد ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في “كردستان العراق” على انطلاق حملة لاقتحام الرقة من كافة الاتجاهات المذكورة، بعيد انتهاء التمهيدية.
تصريحات “حسو” تأتي تأكيداً للأنباء التي تحدثت قبل أيام عن وعود أطلقتها الولايات المتحدة إلى “حزب الاتحاد الديمقراطي”، خلال الاجتماع الذي جمع زعيم الحزب صالح مسلم، مع وفد عسكري وسياسي أميركي، برئاسة مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى التحالف الدولي، “بريت ماكفورك”، في مدينة عبن العرب كوباني بريف حلب الأسبوع الماضي، حيث كان يهدف “الاجتماع إلى اقناع القيادة العسكرية لـ”وحدات حماية الشعب”، الذراع العسكرية لـ”الاتحاد”، بالمشاركة في الحملة الأميركية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، مقابل ضم مدينة الرقة إلى “فيدرالية روج آفا” شمالي سوريا، بعد السيطرة عليها”.
وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” قبل يومين، إطلاق “عملية تحرير” شمال الرقة، من تنظيم الدولة بدعم من “التحالف الدولي”، فيما أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قبل يومين أن “موسكو مستعدة للتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية ومع التحالف الدولي لشن هجمات من أجل طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة “الرقة”.
وتعتبر مدينة الرقة عاصمة تنظيم الدولة في سوريا، والتي سيطر عليها مطلع عام 2014، بعد معارك عنيفة مع فصائل الثوار أفضت إلى سيطرة التنظيم على كامل المحافظة وريفها.
الجدير بالذكر، أن “وحدات الحماية ” الكردية التي تقود “قوات سوريا الديمقراطية”، وسعت رقعة نفوذها في سوريا خلال العام 2012، وذلك بعد تسليحها من قبل نظام الأسد في المناطق ذات الغالبية الكردية، ليتبعها النظام بسلسلة انسحابات تدريجية من تلك المناطق وآبارها النفطية، وليعلن حزب “الاتحاد الديمقراطي” لاحقاً إقامة “إدارة ذاتية” وبشكل أحادي أيضاً وفي ثلاث مناطق في شمال سوريا، وصولاً إلى الإعلان رسمياً تطبيق النظام الفيدرالي.
أورينت نت