مازال “حزب الله” اللبناني يروج أن مشاركته في الحرب السورية إلى جانب نظام الأسد كان لأهداف مقاومة، وقد أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” نبيل قاووق أن ما أسماها المقاومة بعد أربع سنوات على الحرب في سورية نجحت على حد قوله “في أن تسقط كل أهداف المشروع التكفيري في لبنان واستطاعت أن توظف المواجهة في سورية لصالح تقويتها وجهوزيتها لأية مواجهة مقبلة”.
وأشار قاووق إلى أن “العدو الإسرائيلي كان ولا يزال يراهن على التكفيريين من خلال الأزمة في سورية لإضعاف المقاومة ومحاصرتها واستنزافها”، وشدد على أن “لبنان استطاع بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة أن يوقف تمدد داعش (تنظيم الدولة) باتجاهه واستطاع بعطاءات الجيش والمقاومة وتضحياتهما أن ينأى بنفسه عن الفتنة”. على حد تعبيره.
ولفت قاووق في حديث له أمس إلى “وجوب تعزيز الوحدة الوطنية وتحصين لبنان في مواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري”.
ويعيش تنظيم “حزب الله” حالة من الإحباط في الأسابيع الماضية، وخصوصاً بسبب آثار تدخّله في سورية، وقالت مصادر مقرّبة من التنظيم إنّ الخسائر التي تكبّدها التنظيم مؤخراً في الساحة السورية، حيث يساعد هناك قوات بشار الأسد، هي التي أدت بالتنظيم إلى الكشف عن وجود جاسوس في صفوفه.
ووفقاً لمقرّبين، فإنّ الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، قد أمر بنقل معلومات حول وجود جاسوس إسرائيلي في صفوف التنظيم للإعلام، وذلك من أجل تبرير فشل التنظيم في الانتقام من إنجازات إسرائيل، ومنها اغتيال مسؤولين في حزب الله، ومهاجمة المواقع وقصف شحنات السلاح التي تصل من إيران عن طريق سورية.
وأضاف المقرّبون إلى التنظيم أنّ قرار نصر الله يهدف إلى إخفاء الغضب الذي يسود في صفوف “حزب الله” العسكريين وأيضاً غضب أسر النشطاء الذين قُتلوا. وأشاروا إلى أنّ وضع التنظيم صعب بسبب الحرب في سورية والتي لا تنتهي وقد تستمر لوقت طويل وتكلّف التنظيم ثمناً باهظاً.
ومن جهة أخرى لقي خمسة من عناصر “حزب الله” اللبناني أمس مصرعهم في إطلاق صواريخ من قبل “جبهة النصرة”، على منطقة حدودية مع لبنان، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفاجأ مسلحو “جبهة النصرة” مقاتلي ميليشيات “حزب الله” في مرتفعات بلدة فليطة في القلمون بهجوم مباغت أوقع خمسة قتلى وعشرات الجرحى في صفوفهم، فضلاً عن السيطرة على قمة المسروب قرب بلدة فليطة المحاذية للحدود اللبنانية، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية.
وأعلنت “جبهة النصرة” عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اقتحام عناصرها لنقاط تابعة لـ”حزب الله” في منطقة جرود فليطة، متحدثة عن هروب عناصر الحزب من المنطقة.
وتفيد الأنباء باستمرار الاشتباكات بين الجانبين في عدة محاور بمرتفعات جبال القلمون، حيث تحاول الجبهة تحقيق المزيد من التقدم هناك.
ويقدّر مراقبون خسائر “حزب الله” في سورية بأكثر من 1000 قتيل ومئات الجرحى، مؤكدين أن لدى الحزب بشكل دائم في سورية خمسة آلاف مقاتل مكلفين بحماية مواقع حيوية لنظام الأسد.
ومن أجل الخروج من حالته المحزنة يحاول “حزب الله” في الآونة الأخيرة الحدّ من الخطاب المتشدّد الذي يعتمده والتعبير عن الانفتاح تجاه جهات لبنانية معتدلة، بما في ذلك كل ما يتعلّق بالانتخابات الرئاسية القادمة في البلاد.