لقي قياديان بارزان في “حزب الله” اللبناني مصرعهما مع عدد من عناصره خلال الأيام القليلة الفائتة في سورية، في المعارك التي يخوضها الحزب لصالح النظام ضد المعارضة السورية المسلحة في شمالي البلاد، وضد تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حمص الجنوبي الشرقي في وسطها.
واعترف الحزب بمقتل واحد من أهم قيادييه، وهو بلال نظير خير الدين الملقب بـ”أبو جعفر” مع سبعة من عناصر الحزب في المعارك التي دارت خلال الأيام القليلة الفائتة حول بلدة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، والتي انتهت باستعادة قوات النظام والمليشيات التي تساندها للبلدة من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والتي سيطر عليها منذ نحو عام تقريباً.
ويعد القتيل، الذي ينحدر من بلدة مجدلون البقاعية، من أبرز مؤسسي قوات الرضا، وهي جناح حزب الله في سورية، والذي يضم شباناً من قرى نبّل، والزهراء، والفوعة، وكفريا، وبعض قرى طرطوس، وعناصر من قرى ريف حمص، ومن أحياء الأمين، وزين العابدين والجورة في دمشق. كما كان لـ”أبو جعفر” الدور الكبير في تدريب وتجهيز وإعداد المقاتلين في سورية التابعين لحزب الله، وفق مصادر مطلعة.
كما نعت المواقع الموالية لحزب الله علي فوزي طه (الحاج جواد)، وهو من منطقة برج البراجنة في بيروت، وكان يملك أعلى رتبة قيادية في حزب الله في سورية، وهو المسؤول الأوّل عن حصار مضايا، الذي فرضته المليشيا على البلدة منذ أكثر من ستة أشهر وتسبب بمأساة إنسانية وصل صداها إلى كل أرجاء العالم، إذ قضى مدنيون بينهم أطفال ونساء ومسنون جوعاً وبرداً.
ولا تزال قوات حزب الله تضرب الحصار على البلدة في مسعى للسيطرة عليها للشروع في تحقيق تغيير ديمغرافي بطرد سكان المنطقة من السنة وإحلال شيعة محلهم، وربطها مع منطقتي القلمون في ريف دمشق، والقصير غرب حمص اللتين يسيطر عليهما حزب الله وتتاخمان مناطق نفوذه في لبنان.
ورجحت مصادر مقتل فوزي طه في المعارك التي دارت رحاها في ريف حلب الجنوبي بين حزب الله ومليشيات طائفية معها، وبين قوات المعارضة السورية وانتهت باستعادة الأخيرة لقرية العيس التي كانت أهم مراكز حزب الله جنوب حلب.
وكانت مصادر قد أكدت لـ”العربي الجديد” مقتل نحو 15 من حزب الله بنيران قوات المعارضة والتي أجبرت عناصر الحزب على الانسحاب إلى بلدة الحاضر القريبة من العيس.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2012 قُتل أحد أبرز قياديي الحزب في سورية، وهو محمد حسين الحاج ناصيف الملقب بـ”أبو عباس”، في ريف حمص الغربي.
وتؤكد مصادر مطلعة وناشطون سوريون مقتل وإصابة المئات من قياديي وعناصر الحزب في سورية، إلا أن الأخير لا يزال يتكتم على الأعداد الحقيقية لقتلاه، ولم يستطع كتمان أسماء قيادييه القتلى ومنهم: مهدي حسن عبيد، الملقب بـ”الحاج أبو رضا”، وكان مسؤول العمليات في ريف حلب، ومحمد حسن صفا، والذي كان يتولى قيادة العمليات العسكرية في ريف حلب، خلفاً لـ (الحاج أبو رضا). وعلي خليل عليان “أبو حسين ساجد” وهو كان مسؤول العمليات في معركة القلمون.
واعترف الحزب أخيراً بمقتل أحد أبرز قادته الميدانيين، وهو علي فياض، المعروف بـ”علاء البوسنة”، في تلة الحمام بريف حلب الجنوبي الشرقي في فبراير/شباط الماضي، وتحدثت مواقع موالية للحزب أن القتيل كان تولّى وضع خطة “حماية دمشق”، إضافة إلى القتال في ريف اللاذقية والقلمون والغوطة ودرعا وحلب.
وبحسب “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” فإن 865 عنصراً من حزب الله قتلوا خلال الفترة من 30 أيلول/سبتمبر 2012، وحتى 16 فبراير/شباط 2016، بينهم 49 قيادياً.
العربي الجديد