أجرى حزب الله اللبناني في 13 تشرين الثاني عرضاً عسكرياً في ريف القصير السورية بمناسبة (يوم الشهيد) الذي يحتفل فيه الحزب ومناصروه سنويا، في خرقٍ واضح للقوانين الدولية وصمت عربي.
شارك في العرض العسكري المئات من مقاتلي الحزب المزودين بفوج من المدرعات والآليات العسكرية علما أن هذه الآليات استولى عليها الحزب من مستودعات الجيش اللبناني الجنوبية، مستودعات الدولة اللبنانية.. الهبات العربية والمساعدات الأمريكية العسكرية للجيش اللبناني غدت سلاحاً بأيدي حزب الله ليسفك بها دماء السوريين.
ألقى رئيس المجلس التنفيذي للحزب “هاشم صفي الدين” كلمته خلال الاستعراض العسكري موجهاً بها رسائل ضمنية لكل من يعنى بالشأن السوري عربياً وعالمياً موضحا فيها أن الحزب ليس كما مضى بل غدا جيشاً جراراً عابراً للحدود وصانعاً القرارات، وهذا إعلان صريح للعالم أجمع أن الحزب بات يسيطر على مفاصل الدولة اللبنانية، بكل مؤسساتها.
يوضح الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي “إبراهيم آل مرعي” أن هذه الرسالة التي بثها الحزب باستعراضه الأخير تؤكد أن مؤسسات الدولة في لبنان غدت مؤسسات صورية لا قرار لها، هذا ما يفسر إلغاء المملكة العربية السعودية مساعداتها للجيش اللبناني.
فيما أوضح الصحفي اللبناني “قاسم قصير” أن حزب الله لا يقدم على خطوة كهذه إلا بعد دراستها بشكل معمّق، ووصف “القصير” أن هذه الخطوة لها أهمية بالغة من حيث المكان والتوقيت في إشارة منه إلى تطورات معارك حلب، قائلاً: “حزب الله أراد توجيه أكثر من رسالة”.
الرسالة الأولى مفادها أن الحزب مرتبط بالواقع السوري ولا يعتبر نفسه دخيلاً في الصراع؛ لأنه جزء من هذه الحرب في سوريا.
الرسالة الثانية بمثابة تنبيه للحكومة اللبنانية أن الحزب بالرغم من انتخاب رئيس وحكومة جديدين لا يعني أن الحزب سيغير من مواقفه اتجاه الحرب السورية وأن هذا الموقف غير قابل للتفاوض ولا علاقة لتطورات الداخل السوري بالداخل اللبناني.
والرسالة الثالثة، بحسب القصير، كانت موجهة لإسرائيل مفادها أن الحزب لم يعد كسابق عهده: فقد أمسى قوة لا يستهان بها.
أما الرسالة الأخيرة فكانت رسالة طمأنة لأنصار الحزب أن تواجد الحزب داخل سوريا له انعكاسات استراتيجية لمستقبله.
ويرى آخرون أن الاستعراض الذي أجراه الحزب بريف القصير هو لرفع معنويات عناصره وعناصر قوات النظام والميليشيات المساندة في حلب قبيل بدء المعركة البرية، كما رجحوا أن الحزب قام بنقل هؤلاء المقاتلين مع عتادهم العسكري إلى مناطق سيطرة النظام في حلب، هذا وأكد ناشطون، أن الحزب يزج بحوالي 5000 عنصر على جبهات حلب الغربية، في مناطق الحمدانية والكليات وحلب الجديدة؛ استعداداً لمعركةٍ جزم الكثيرون أن الهدف منها استعادة النقاط التي خسرها النظام في ريف حلب الجنوبي بعد معاركه مع جيش الفتح خلال شهر يونيو/ حزيران الفائت تمهيداً لفتح الطريق إلى قريتي “الفوعة وكفريا” المحاصرتين بريف إدلب الشمالي.
يتساءل آخرون لماذا سبق هذا الحشد الكبير من المرتزقة استعراض عسكري لحزب الله في القصير، هل هي مجرد فقاعات إعلامية؛ لبث الذعر في نفوس المعارضين ورفع معنويات مقاتلي الحزب في حلب الذين يؤدون (واجبهم المقدس) حسب ما يدعون، أم أنها فعلاً استعداد لحمام دم جديد بحق السوريين ترتكبه الميلشيات الشيعية بمباركة عربية ودعم روسي.
العديد من التساؤلات في نفوس الكثيرين الناظرين بعين مترقبة ومتوجسة في آن واحدة إلى ما ستؤول إليه الأمور.
سامر أشقر- المركز الصحفي السوري