قالت مفوضة الشؤون الداخلية الأوروبية إيلفا يوهانسون إنها وافقت على نقل ما تبقى من القاصرين الموجودين في مخيم موريا للاجئين في اليونان وعددهم 400 إلى خارج جزيرة ليسبوس، وذلك عقب الحريق الذي أتى على نحو 80% من المخيم.
وجاءت هذه الموافقة بعد أن بات آلاف المهاجرين في جزيرة ليسبوس بلا مأوى أمس الأربعاء جراء حريق ضخم اندلع فجرا في مخيم موريا، الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في اليونان، والذي يؤوي أكثر من 12 ألف مهاجر.
من جهتها أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن “حزنها العميق” للحريق الذي دمر مخيم موريا مضيفة أن الاتحاد الأوروبي “جاهز للمساعدة”.
وطلبت ألمانيا -التي ترأس الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية- من دول الاتحاد استقبال مهاجرين من المخيم، داعية إلى توزيع اللاجئين الذين باتوا بلا مأوى على الدول الأوروبية.
في هذه الأثناء قالت النرويج إنها ستستقبل 50 من المقيمين في المخيم مع إعطاء الأولوية “لعائلات من سوريا”.
إلا أن مفوضة مجلس أوروبا دونا مياتوفيتش انتقدت ما وصفته بـ”غياب التضامن لدى الدول الأعضاء.. المسؤولة بدورها عن الوضع المأسوي” في الجزيرة.
فرار وإخلاء
يأتي ذلك بعد إعلان اليونان أن آلاف اللاجئين فروا من المخيم، وأنها أخلته جزئيا. وتشكل جزيرة ليسبوس بوابة الدخول الرئيسية للمهاجرين إلى اليونان، وهي تقع قبالة السواحل التركية في بحر إيجه.
وقد أدخل الحريق الجزيرة البالغ عدد سكانها 85 ألف نسمة، في أزمة غير مسبوقة وأعلن الدفاع المدني “حالة الطوارئ” فيها.
وأعرب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن “حزنه لأحداث موريا”، ملمحا إلى أن الحريق قد يكون عائدا إلى ردود فعل عنيفة على التدابير الصحية المتخذة منذ الأسبوع الماضي مع تسجيل 35 إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في المخيم.
وأضاف “أدرك الظروف الصعبة (في موريا) لكن لا مبرر أبدا لردود الفعل العنيفة على التدابير الصحية وخصوصا اضطرابات بهذا الحجم”.
حريق وانتقادات
من جانبه، قال وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراكي خلال مؤتمر صحفي “اندلعت بؤر حريق عدة في المخيم ليل الثلاثاء والأربعاء.. واندلعت الأحداث في موريا عندما احتج طالبو لجوء على الحجر المفروض على المخيم منذ تسجيل الإصابات (بكوفيد 19)”، مؤكدا عدم وقوع “إصابات خطرة” جراء الحريق.
وأضاف “هناك 3500 مهاجر بلا مأوى.. إننا نتخذ إجراءات طارئة لصالحهم: الأكثر ضعفا، نحو ألف، سينقلون إلى (سفينة) تصل مساء الأربعاء إلى ميناء ميتيليني”.
وانتقدت منظمات الإغاثة مرارا السلطات اليونانية؛ بسبب الظروف القاسية في مخيم موريا، الذي يؤوي أكثر من 12 ألف مهاجر؛ أي أكثر 4 مرات من سعته المعلنة.
وكانت جزيرة ليسبوس -الواقعة قبالة الساحل التركي- على الخط الأمامي خلال موجات كبيرة من تدفق المهاجرين إلى أوروبا بين عامي 2015 و2016.
مظاهرات ومطالب
وفي سياق متصل، خرج متظاهرون إلى شوارع عدة مدن ألمانية الأربعاء لحث ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استقبال المهاجرين، الذين أُنقذوا بعد أن دمر حريق مخيم موريا للاجئين بشكل كامل تقريبا.
وقالت الشرطة إن حوالي 3 آلاف شخص شاركوا في فعالية ببرلين مساءالأربعاء، بينما تردد أن 1800 شخص تجمعوا في لايبزيغ، وأكثر من 1200 في هامبورغ و300 في فرانكفورت.
ودعا المتظاهرون إلى الإخلاء الفوري لجميع المخيمات في الجزر اليونانية، وطالبوا دول الاتحاد الأوروبي باستقبال اللاجئين.
نقلا عن الجزيرة