بعد انتكاسات حماس وعثراتها المتوالية، بل ولربما شطحاتها وخيباتها الإعلامية المتتالية، كان من الواجب علينا أن ندلي بدلونا ونبدي رأينا ونبين لإخواننا مانراه غوصا في المجهول وضربا من الجنون وتلاعبا بالأخلاق والقيم والمسلمات من خلال تأويلات فاسدة، وحجج واهية، لاتغير واقعا ولا تطمس حقيقة، ولاتسمن ولاتغني من جوع.
فالبيانات المتتالية والنشاطات المتعاقبة لقادتها وممثليها من خلال دعمها العلني جهارا نهارا للمنظمة الإرهابية المجرمة القاتلة المسماة زورا وبهتابا (بحزب الله)
تعتبر أخطر إجراء تقوم به منظمة إسلامية مقاومة تعتبر رمزا وملهما لشباب الأمة في الظرف والزمان والمكان على مدار عقود عديدة
فالحركة المقاومة التي أقضت مضاجع بني صهيون ونكلت به ومرغت أنفه في التراب مرات ومرات حتى جعلته يييئس ويعيد الحساب مئة مرة قبل أن يوغل في دماء الأبرياء والصامدين وجعلت من دعايته الإعلامية بالجيش الذي لايقهر أكذوبة ووهما من الخيال
حماس التي حفرت في وجدان الشباب المسلم والمناضل عبر العالم حكاية عز ومجد وفخار عبر عقود ثلاثة من الزمن.
حماس اليوم ليست هي حماس العز التي كانت تشكل في مواقفها وخطاباتها وأدبياتها ملهما لشباب الأمة قبل أن تؤكد ذلك حقيقة بنادقها وصواريخها واستشهادييها.
كان ذلك على مايبدو أو هكذا هو قبل أن يستشهد رعيلها الأول وقادتها الميامين من شيخها العملاق أحمد ياسين وانتهاء باسماعيل أبو شنب وصلاح شحادة مرورا بأسدها الهصور عبد العزيز الرنتيسي رحمهم الله جميعا وأعلى مقامهم في عليين
نبرر لحماس أن تحاور وتناور وتكسب وتستمر
ولكن ليس على حساب المبادئ والدماء والأشلاء و الأعراض والمقدسات.
فحماس عندما تصرح وتؤكد أن حزب الله حركة مقاومة إسلامية وليست إرهابية وهي معه في نفس الخندق وتمشي معه في نفس المصير والهدف
فهي بذلك تتنكر لدماءنا وتضحياتنا وأعراضنا ومقدساتنا
وأخطر مافي أفعالها وتصرفاتها أنها تؤكد أن ماقام به حزب الله في سوريا إنما كان أمرا عاديا ولايستحق أن يتوقف المرء عنده
وماقامت به الميليشيا الشيعية وماتزال ليس إلا عملية مداهمة للقضاء على عصابة مارقة تؤذي الناس وتهدد أمنهم ومصالحهم
وأن ثورة الشام ليست إلا لحظة مدمرة وخطوة حمقاء ليس لها هدف أو غاية سوى التخريب والدمار
الكارثة الكبرى أن حركة حماس تتبرع مجانا بإعادة تأهيل حزب الله وترميم صورته من جديد بعد أن مرغ أطفال الشام ادعاءت الحزب وأكاذيبه السخيفة من خلال فضح جرائمه وممارساته وطائفيته البغيضة بعد أن عجز الحزب ومكنته الإعلامية من تصدير نفسه كحزب نضالي ومقاوم من جديد،
مانريد أن نلقيه في آذان إخواننا في حركة حماس، بأنهم أخطأوا بحق الشعب السوري مرتين
الأولى عندما عوموا نظام حافظ الأسد باتخاذهم لدمشق مركزا لنشاطاتهم وأعمالهم وهو ما كان رافعة لهذا النظام المجرم ليسوق نفسه كنظام مقاومة
والثانية وهي الأخطر والأهم لتسويقه للنظام المتهالك والميليشات الطائفية المساندة له وفي مقدمتهم مايسمى بحزب الله
وبطبيعة الحال التسويق لنظام الملالي بعد أن انكشفت سوءاتهم وبان مكرهم وخداعهم وأهدافهم
ولإن غفر الشعب السوري لحركة حماس خطيئتها الأولى فلا يمكن أن يغفر بالثانية بحال من الأحوال،
وتكون حركة حماس بذلك قد أطلقت على نفسها طلقة الرحمة التي لن تنهض بعدها من جديد.
وضاح حاج يوسف