كما أضافت أنه عندما تجتمع كافة السلطات بيد شخص واحد، يجد هذا الأخير نفسه مع مرور الوقت منعزلاً عن العالم. هذا الوضع يجعل الحاكم المتسلط (في هذه الحالة بوتين) شخصاً مقتنعاً بتفرده، ومشككاً في الآن ذاته في رفاقه بالسلاح الذين يتذكرون أولى خطواته بعالم السياسة.
وعن الحراس الشخصيين الذين أصبحوا حكاماً لمحافظات روسية كبرى، قالت الصحيفة إن الحارس المدعو ألكسي ديومين، أصبح حاكما لمحافظة تولا الشهر الماضي، رغم أنه لا ينحدر منها ويجهل كل شيء عن تقاليد المنطقة وتاريخها السياسي. وهو ما يعكس بحسب “نيويورك تايمز” عدم قدرة بوتين على إيجاد شخص من تولا قادر على تولي أمور المحافظة.
الأمر نفسه ينطبق على محافظة كالينينغراد، التي تولى أمورها قي شهر يوليو/ تموز الحارس الشخصي السابق لبوتين، ايفيغني زينيشيف، كما تولى هذا الصيف عضو آخر ضمن فريق الحراس الشخصيين لبوتين، ويدعى ديمتري ميرونوف، منصب حاكم محافظة ياروسلاف.
وخلال هذه السنة، تولى فيكتور زولوتوف، الحارس الشخصي لبوتين منذ 20 سنة مضت والذي كان يرأس جهاز الحراسة الشخصية للرئيس، قيادة الحرس القومي، الجهاز الأمني الذي تم إحداثه أخيراً تحت ستار “محاربة الإرهاب” فيما يهدف في الحقيقة إلى قمع الاحتجاجات الداخلية، وفق “نيويورك تايمز”.
في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أن المحافظين بروسيا يصلون، من الناحية الرسمية، إلى مناصبهم من خلال نيل أصوات السكان بكل جهة، بيد أن عملية التعيين المعقدة واللجان الانتخابية، التي تخضع لسيطرة الكرملين، تجعل الرئيس الروسي قادراً على جعل أي شخص يريده يصبح حاكماً، حتى إن كان ذلك الشخص لم يسبق له وضع قدميه في المنطقة، ولو كسائح.
وخلصت الصحيفة إلى أن النظام السياسي الذي تلى انهيار الاتحاد السوفييتي لم يستطع أن يشكل مؤسسات مستقلة عن الرئيس، وهو ما جعل النظام برمته يصبح ضحية لهذا الجانب الهش.
فبدل ملء النظام بالوجوه السياسية، يتم وضع حفنة من الأشخاص الموالين للرئيس بمختلف أركان النظام. وبنبرة متهكمة، قالت الصحيفة إنه عندما سينفذ الحراس الشخصيون ولا يجد بوتين حكاماً جدداً لتنصيبهم، سيلجأ ربما إلى تعيين الطهاة والخدم الذين يثق بهم.
العربي الجديد