يزيد ثبات الهدنة التي توصل إليها الخصوم في سوريا من تفاؤل القوى الكبرى والإقليمية من أن تقود مفاوضات جنيف3 المزمع انعقادها في جنيف خلال أيام إلى حل سياسي نهائي للصراع السوري المليء بالتناقضات.
وأعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن مفاوضات جنيف3، ستركز على المساعدة الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وطنية، والانتخابات، وتعديل الدستور.
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة بجنيف، الأربعاء، إن “جولة المفاوضات غير المباشرة تبدأ رسميا الخميس بوصول موظفين يساعدوننا، على أن تتعمق أكثر في 14 مارس الجاري، بوصول كافة الأطراف إلى جنيف، وذلك حتى 24 من الشهر نفسه”.
وحتى مساء الأربعاء لم تحسم الهيئة العليا للتفاوض التي تضم فصائل المعارضة السورية أمرها من حضور المفاوضات.
وتنتظر الهيئة “إطلاق سراح المعتقلين، ووصول المساعدات إلى كل المناطق المحاصرة”.
وتريث المعارضة السورية يهدف بالأساس إلى انتظار ما يمكن أن تسفر عنه المشاورات المكثفة بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية.
وقبل أيام أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من باريس أن على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل فور تشكيل السلطة الانتقالية، معتبرا أنه “لا توجد أي إمكانية” لأن يبقى في السلطة.
وأضاف الجبير خلال لقاء مع الصحافة في باريس “أن الأمر بالنسبة إلينا واضح جدا، عليه الرحيل عند بدء عملية الانتقال وليس في نهايتها”.
وغالبا ما يتجنب الجبير توجيه أي انتقادات لروسيا منذ تدخلها العسكري الحاسم في سوريا العام الماضي، دعما للأسد.
ويقول محللون إن تجنب الرياض الدخول في مواجهة دبلوماسية مع موسكو يوحي بأن هناك تفاهمات مستمرة بين الجانبين خاصة في ما يتعلق بتثبيت الهدنة والبنود التي سيتم طرحها على طاولة المفاوضات.
ويأمل كثيرون في أن تضع هذه المفاوضات حدا للحرب السورية المستمرة منذ أكثر من 5 أعوام تمهيدا للاتفاق على شكل الحكم خلال المرحلة الانتقالية.
وقال دي ميستورا أنه ستكون هناك فترة للراحة من أسبوع إلى عشرة أيام بعد انتهاء المحادثات “تكون فرصة للفرقاء والبعثات من أجل التشاور”، على حد تعبيره.
العرب