يترقب العالم بهولٍ وخوف الإحصائيات والصور الصادرة من بعض الدول عن إصابات تسجل لأفراد بمرض يسببه فيروس نادر يدعى جدري القرود، هذا المرض يشكل طفحاً جلدياً وحمى وآلام عضلية.
ومؤخرا أعلنت عدد من دول العالم تسجيل إصابة بجدري القردة، فمساء أمس الخميس 19 أيار/مايو، أعلنت وكالة الصحة العامة في كندا عبر بيان تسجيل أول حالتي إصابة في مقاطعة “كيبيك” وهما أول حالتين مؤكدتين في كندا، وسط الإعلان عن وجود حالات أخرى مشتبه بها في مونتريال الكندية يبلغ عددها 17 حالة بحسب فرانس برس.
وفي الأيام السابقة أعلنت الولايات المتحدة عن تسجيل أول إصابة بالفيروس وذلك لشاب قادم من كندا، وفي اليوم ذاته “الأربعاء 18 مايو” أعلنت كل من إسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة، عن تسجيل إصابات مؤكدة بجدري القردة.
ففي مدريد الإسبانية أعلنت السلطات الصحية عن تسجيل 23 إصابة يعتقد أنها جدري القردة، في حين كشفت الصحة البرتغالية عن تسجيل أكثر من 20 إصابة يعتقد أنها جدري القردة في لشبونة، بينما كشفت استراليا اليوم أنها رصدت حالة إصابة محتملة بجدري القرود لمسافر قادم من أوروبا.
وأمس الخميس أعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن رصد أول حالة يشتبه في إصابتها بفيروس جدري القرود في باريس، في حين تؤكد المؤشرات على أن الفيروس قد انتشر وتفشى في أنحاء العالم.
ماهو فيروس جدري القرود؟
يعتبر الفيروس المسبب لجدري القرود نادراً وحيواني المنشأ، أي أنه ينقل من الحيوان إلى الإنسان، وأعراضه تتشابه مع أعراض الإصابة بمرض الجدري العادي إلا أنها أخف وقعاً وتأثيراً، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن جدري القرود لايزال يظهر بشكل متفرق في إفريقيا رغم استئصاله عام 1980.
اكتشف جدري القرود لأول مرة في إفريقيا بجمهورية الكونغو عام 1970 عند صبي في التاسعة من عمره، أما أولى حالات الإصابة خارج القارة الإفريقية كانت عام 2003 بعد تسجيل وقوع حالات مؤكدة بجدري القرود في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما عن عدوى الفيروس تنجم بعد مخالطة البشر لدماء الحيوانات المصابة أو لسوائل من أجسامها، ففي عام 2003 بعد اكتشاف حالات في الولايات المتحدة الأمريكية تبين أن جميع المصابين خالطوا كلاب البراري الأليفة، وتقول “منظمة الصحة العالمية” أنه في إفريقيا وثقت حالات عدوى نجمت عن مناولة القرود والقوارض، وأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.
ووفقاً لمنظمة الصحة فإن تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بجدري القرود قد ترتبط بالإصابة به، ولا ينتشر المرض بين إنسان وآخر بسهولة حيث يتطلب اتصالاً وثيقاً بين اثنين.
وفي الحديث عن أعراضه فإن فترتها تمتد بين 14 و 21 يوماً، وتختلف الأعراض بين فترة حضانة الفيروس وفترة غزوه للجسم حيث تظهر على المصاب أعراض الحمى والصداع وتضخم العقدة اللمفاوية وآلام في الظهر والعضلات ووهن شديد، أما الإماتة فإن نسبة الوفاة بالمرض بحسب منظمة الصحة العالمية لاتزيد عن 10% ومعظمها تحدث بين الأطفال، ولا يوجد علاجٌ أو لقاح متاح للمرض.
إبراهيم الخطيب/تقرير خبري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع