ثورة الكرامة مازالت تنكل بالأعداء وترسل التوابيت تلو التوابيت شرقا وغربا وبكل الاتجاهات وترفع من وتيرة المتدخلين لوأدها والقضاء عليها.
فبدءا من الشبيحة الى عناصر الأمن مرورا بالجيش ومن ثم حزب الله حتى تدخلت الميليشيات العراقية ومن ثم الميليشيات الحوثية والأفغانية والايرانية
حتى تدخلت القوات الايرانية بدءا من الحرس الثوري وانتهاء بقوات النخبة التي تترنح وتتشظى على سفاح العيس وسهوله وبين هذا وذاك كانت طائرات التحالف الأمريكي تلقي بحممها ونيرانها على كل نفس تأبى الخضوع والخنوع بحجة داعش وارهابها.
لم يستطع طيران التحالف الأمريكي اتمام المهمة لحسابات هنا وهناك فأوكل المهمة لمن هو أبلغ اجراما وأكثر تحررا وانفلاتا لتبدأ معه مرحلة جديدة استمرت لستة أشهر معلنة وفترة خفية مفتوحة لتحرق الأخضر واليابس معتقدة بأنها ستنهي المهمة بغضون شهرين اثنين أو أكثر بقليل بعدما بشر كيري بأشهر ثلاثة تستأصل شأفة المعارضة وتنهي وجودها ليطلق بذلك العنان لبوتين الهائج المارق والمنفلت أصلا.
فشل بوتين في اتمام المهمة ليكمل مجلس الأمن والأمم المتحدة ودي مستورا الخطة لتركين الثورة والالتفاف عليها بتحييد الأعداء، وتناولها بالتتالي بالمؤتمرات واصدار القرارات والهدن والتي لم تكن في الحقيقة الا التفاف على مطالب الثورة بالحرية والكرامة وأنها هذا الكابوس الجاسم على صدر الشعب منذ خمسين عاما.
انتقلت المعركة شيئا فشيئا من معركة الوكالات والأدوات الى معركة المعنين وأصحاب الشأن، لتفصح حرب الأدوات عن فصولها الأخيرة بتدخل قوات النخبة الايرانية والقوات البرية الروسية والاعلان الأمريكي صراحة وعلنا وعلى لسان أكثر من مسؤول بزيادة كبيرة لعديد القوات الأمريكية على التراب السوري بعد أن أصبح مطار الرمليان على أهبة الاستعداد لاستقبال العتاد والمقاتلين.
وبذلك تكون الثورة السورية بدأت فصلها الأخير في حربها مع الأدوات والانتصار عليهم وكسرهم الواحد تلو الآخر ليضطر أصحاب اللعبة الأصليين لخوض غمار المعركة بأنفسهم لسابق علمهم أن انتصار ثورة الشام سيعيد الأمة بأكملها للاصطفاف وراءها لمواجهة أعداءهم الحقيقين وتوجيه المعركة باتجاههم ان عاجلا أو آجلا في عقر دارهم.
أما في الجانب الاعلامي فحدث ولأحرج عن سقوط مدوي لادعاءات حقوق الانسان ومحكمة العدل الدولية ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
وزعماء الدول الكبرى وزيفهم وكشف كذب دول الممانعة وأذنابهم والأحزاب القومية ودعاة الحرية والديمقراطية والتيارات الاسلامية صدقها من ادعاءها ومشايخ الفتنة والضلال والنخب المثقفة من كل الطبقات وصولا الى المواطن العادي ليظهر الأحرار الحقيقين من العبيد والمدعين. ومازال.
وفي الجانب الاقتصادي فحدث ولا حرج أيضا مما لا يخفى على بصير فقد سقط النظام عشرات المرات ولايزال يهوي ويسقط بعملته واقتصاده وجنوده وعتاده،
ولايزال المتربصون من كل حدب وصوب يكيدون ويمكرون ويجرمون، ولايزال الثابتون المخلصون الواثقون، بنصر الله
عيونهم على الأعداء وأصابعهم على الزناد ولاتزال الثورة مستمرة.
وضاح حاج يوسف – المركز الصحفي السوري