تستمر المعارك اليومية في محيط مدينة الرقة من قبل “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد)، لعزلها بشكل كامل عن المناطق والمدن المحيطة بها، بالتزامن مع تصريحات سياسية عن الجهة التي ستدخل المدينة، ويكون الدور الأساسي لها.
وذكرت صحيفة “الحياة” اللندنية اليوم، الأحد 19 شباط، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تدرس ثلاثة عروض “متناقضة ومتداخلة” تلقتها من حلفائها وخصومها، لطرد تنظيم “الدولة” من مدينة الرقة.
عرض كردي
وبحسب الصحيفة يتضمن الخيار الأول “تصعيد البنتاغون تدريب ودعم حوالي 30 ألفًا من المقاتلين العرب والأكراد استعدادًا لبدء معركة تحرير الرقة، وسط اعتقاد واشنطن بأن الكرد هم الأكفأ في قتال داعش وأن تقدم درع الفرات بدعم الجيش التركي في تحرير الباب كان بطيئًا، إضافةً إلى عدم رضاها عن التنسيق بين الجيشين التركي والروسي في الباب”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد على ضرورة عدم إشراك وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي، مؤكدًا ذلك بقوله “لا نريد تنظيمات إرهابية معنا”، إذ تعتبرها الحكومة التركية إحدى أذرع حزب “العمال الكردستاني” الإرهابي.
عرض تركي
ينطلق هذا العرض من تركيا، وذكرت الصحيفة على لسان مصادر تركية أن “أنقرة قدمت إلى واشنطن خطة عسكرية لتحرير الرقة بمشاركة دول عربية منضوية في التحالف الدولي ضد داعش، وأن الخطة قُدمت بدايةً خلال زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) مايك بومبيو الخميس الماضي”.
كما بُحثت الخطة بشكل مفصل في قاعدة أنجرليك أول أمس، بين قائد الجيش التركي خلوصي آكار، ونظيره الأميركي جوزيف دانفورد، بحسب “الحياة”.
صحيفة “حرييت” التركية أشارت أمس السبت، إلى أن “أنقرة تفضل خطة تدخل بموجبها قوات تركية وأمريكية خاصة والجيش الحر، إما من تل أبيض الحدودية عبر إقناع واشنطن لوحدات حماية الشعب، بفتح طريق بعرض 20 كيلومترًا وطول مئة كيلومتر من تل أبيض إلى الرقة”.
أو عن طريق مدينة الباب إلى الرقة بعملية تمتد أكثر من 200 كيلومتر.
في حين أضافت الصحيفة أن مصادر تركية أخرى أشارت إلى وجود طريق ثالث للتوغل التركي من جرابلس إلى الرقة بعمق يزيد عن 100 كيلومتر.
وأوضحت أن أنقرة بدأت عملية تدريب عناصر من “الجيش الحر” لتشكيل قوة يتجاوز عددها 20 ألف عنصر، بينهم خمسة آلاف من “درع الفرات”، وعدد كبير من الضباط المنشقين عن جيش الأسد ويقيمون في تركيا وعددهم يقارب 2000 ضابط، إضافةً إلى الاعتماد على العناصر المحلية في الرقة.
وتقابل هذه الخطة بتحفظ روسي واعتراض دمشق وطهران.
عرض روسي
ويتضمن تقديم دعم لقوات الأسد والميليشيات التابعة لها بالانتقال من جنوب شرق الباب ومن مدينة تدمر بغطاء جوي روسي إلى معقل التنظيم، إضافةً إلى تقدم هذه القوات من دير الزور بعد السيطرة عليها.
وبحسب خريطة السيطرة الحالية تتقدم قوات الأسد والميليشيات الرديفة لها شرق مدينة حلب، بعد أن أوقفت تقدمها باتجاه مدينة الباب، عند الخط الفاصل الروسي- التركي المعلن جنوب المدينة.
إلا أن الخيار المطروح يلقى عائقًا في تحقيقه، من خلال موقف إدارة الرئيس ترامب من التعاون مع روسيا في الحرب على “الإرهاب”.
كما يتطلب الأمر قرارًا سياسيًا في واشنطن بالتعاون مع النظام السوري، وسط أنباء عن عدم توفر عدد كاف من قوات الأسد لعملية كهذه.
ما هي الخيارت المدروسة
الصحيفة أكدت على لسان مصدر غربي أن إدارة ترامب تدرس خيارين، للتنسيق بين العروض الثلاثة المتناقضة والمتداخلة، لإدارة عملية معقدة من المعارك البرية والغارات الجوية للتحالف الدولي وروسيا، الأمر الذي يتطلب تفاهمًا بين ترامب والرئيس التركي، فلاديمير بوتين.
ورجّح المصدر أن تذهب الإدارة وحيدة في دعم “قسد”، وزيادة انخراطها ودعم نشر قوات برية إلى جانب مئات الخبراء المنتشرين في ثلاثة معسكرات ومطارات، أقيمت في مناطق الكرد شمال سوريا وشمالها الشرقي، مع احتمال ترك الجيش الروسي للتركيز على معركتي دير الزور وتدمر.
عنب بلدي