لعل العافية عند المسؤولين.. نعيم مترف، وعين ترى، ولسان ينطق، ونوم هنيء..! تلك كلمات الشاب محمد (25عاماً) من ريف إدلب المحررة، قالها والألم يعتصر قلبه عندما يفكر بالحال الذي وصل إليه، يقارن بين وضعه ووضع الشباب في المناطق المحررة وما يعانونه، وبين الشباب في مناطق سيطرة النظام وما يتمتعون به من ميزات تشبيحية واقتصادية.
لقد ظهر في إحدى الصور التي نشرتها صفحة” سوريا فساد في زمن الإصلاح” وغيرها من الصفحات الموالية للنظام على موقع” فيسبوك” رئيس الحكومة وائل الحلقي، ورئيس مجلس الشعب جهاد اللحام، حيث لفت المحتجون على أن العرس الفاخر هو لابن وزير طالب من السوريين التقشف، إذ قال إسماعيل في تصريح سابق له مع موقع “دمشق الآن نهاية العام 2014 على الشعب السوري ليس الترشيد والتقنين في الصرف المالي لديهم بل التقشف أيضاً” مضيفاً ” سورية في حال حرب والدولة السورية دعمت المواطن بأماكن ومواضيع عديدة دون أن ينتبه إلى ذلك”] حسب قوله[، كما تخوف بعض المنتقدين لهذه الحادثة أن يكون الوزير إسماعيل قد دفع تكاليف العرس من ميزانية الدولة، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري أسوأ مرحلة مادية مرت في تاريخ حياته.
ولا ننسى ظاهرة اقتناء أبناء المسؤولين أفخر أنواع السيارات والتباهي بقيادتها والحرص على التجديد ومتابعة أحدث الموديلات، تلك الظواهر المشبعة بالترف جعلت المواطنين السوريين يكنون في صدورهم الحقد والكراهية تقول سلمى (20عاماً)من العاصمة السورية “كنت أنظر بعين الحقد والسخرية لدى مشاهدتي لابن مسؤول يقتني أفخر السيارات وقد علا صوت الأغاني منها ولسان حالي يقول” ليكون مفكر جايبها من بيت أبوه ..هي من أموال الشعب المهدورة حقوقه”
كما تكشف صديقتها المؤيدة للنظام مروى” كنت من يلي بأيّد النظام لكن كثرة فسادهم وبطش سلطتهم يلي بتكيل بمكيالين جعلتي أعيد حساباتي وأنظر للواقع بعقلانية دون الانجرار نحو مشاعر كاذبة”
وطبعاً العكس ما يعانيه الشباب في مناطق المعارضة ومناطق الحصار، يقول سامر(30عاماً) من ريف إدلب ” لقد بلغت السن المناسب للزواج لكن ليس بمقدوري الإقدام على بناء عش الزوجية .. آه هرمت أمي وهي تقول إن شاء الله بشوفك عريس قبل ما موت.. مع صعوبة العيش والمعاناة زمن حرب النظام .. تبطئ الأحلام وعند البعض الآخر تُلغى” .
كما يصّرح أستاذ المدرسة في الحي الذي يقطنه سامر” بعد عودة التعليم بشكل نسبي شعرت بمدى المعاناة التي يعيشها الطلاب من صعوبة المواصلات وعدم مقدرتهم على تأمين المستلزمات المدرسية رغم تساهل الكادر التدريسي عن البعض منها والألم يعتصر قلبي.. فأبناء نظائرهم من أبناء المسؤولين والموالين للنظام وأتباعه يحظون بأرقى المدارس وأفضل الفرص والمنح الدراسية رغم قلة قدراتهم واعتمادهم على السلطة والمال”.. دونك عن التشريعات الجديدة لتسهيل الحصول على المقاعد الدراسية مهما كانت درجات الطالب فالمهم ان يكون شبيحا أو ابن شبيح قُتل فورث مهنة أبيه كابرا عن كابر.
لكن وإن فقد الطفل أو الشاب في المناطق المحررة ترف الحياة أو حتى أبسط حقوقه فيها فهو لم يفقد التفاؤل بحياة أفضل، ولم يفقد العزيمة والإصرار لبناء مستقبل أجمل، ولم يفقد حبه للحياة، وحبه للآخرين الذين يساعدونه لتتجدد لديه الهمة وحب الحياة ، وكما تقول أم سامر “الحياة لما بتعرك الشباب بتصنع منهم رجال منشوفهن وقت الشدائد”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد.