في اولى خطواته في حلف شمال الاطلسي، طالب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الجمعة الحلفاء الاوروبيين بزيادة انفاقهم الدفاعي من اجل حماية العلاقة بين جانبي الاطلسي ودان “العدوان” الروسي في اوكرانيا واوربا الشرقية.
وحضر تيلرسون للمرة الاولى اجتماعا لوزراء خارجية الدول ال28 الاعضاء في الحلف بينما يشعر الاوروبيون بالقلق حيال امنهم الجماعي منذ وصول دونالد ترامب الذي يعتبر انعزاليا الى الرئاسة في الولايات المتحدة.
وتؤمن الولايات المتحدة القوة العسكرية الأولى في العالم التي يعتزم ترامب رفع ميزانيتها السنوية إلى 639 مليار دولار العام المقبل 68 بالمئة من مجموع نفقات الحلف.
وتشكو واشنطن منذ سنوات اي قبل وصول الرئيس الجمهوري إلى السلطة، من خلل في “تقاسم الاعباء” مع حلفائها الأوروبيين.
ويطالب ترامب بأن تتحمل دول الحلف الأخرى حصة أكبر من “الأعباء المالية”، من خلال تخصيص ما لا يقل عن 2 بالمئة من إجمالي ناتجها الداخلي للنفقات الدفاعية.
وتعهد الاوروبيون تحقيق هذا الهدف على امتداد عشر سنوات في قمة أطلسية في ويلز عام 2014. وحتى الآن تمكنت خمس دول أوروبية فقط من تحقيق ذلك.
وقال الوزير الاميركي ان “الحلفاء الذين لا يملكون خططا ملموسة لانفاق 2 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي على الدفاع حتى 2024 عليهم صياغتها الان. وعلى الذين يملكون مثل هذه البرامج تسريع الجهود وإظهار نتائج”.
كما طالب الوزير الاميركي في كلمته قادة دول الحلف بتبني هذا الهدف في قمتهم مع الرئيس الاميركي ترامب في 25 ايار/مايو في بروكسل.
وقال “ينبغي أن يكون جميع الحلفاء بحلول نهاية السنة إما التزموا بالخطوط العريضة التي تعهدوا بها أو وضعوا خططا تحدد بوضوح كيف سيتم الايفاء بهذه التعهدات”.
وتابع “كما قال الرئيس ترامب بوضوح، لم يعد باستطاعة الولايات المتحدة التكفل بحصة غير متوازنة من نفقات دفاع الحلف الاطلسي. على الحلفاء زيادة نفقاتهم الدفاعية تنفيذا لالتزاماتهم”.
– المانيا تحتج –
اكد تيلرسون ان “قدرة الحلف على ضمان أمن البلدان الأعضاء عبر الاطلسي تبقى رهنا بذلك”.
ودعا بوريس جونسون وزير خارجية بريطانيا الحليفة المفضلة للولايات المتحدة والتي حققت هدف ال2 بالمئة، الى حلف اطلسي “يتم تمويله بشكل سليم”.
في المقابل احتج وزير الخارجية الالماني سيغمار غابريال على هدف “غير واقعي”. وعندما استقبل ترامب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في واشنطن اتهم برلين بانها مدينة ب”مبالغ هائلة من الاموال” للحلف الاطلسي ولواشنطن.
ونفت المانيا ذلك بفتور.
اما وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت فقد حذر من محاولة “الانفاق لتأمين نفقات”.
ويتطابق ذلك مع رأي الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الذي قال الخميس أن النفقات الدفاعية للاوروبيين ارتفعت العام الماضي بمعدل 3,8%. ودافع الدبلوماسي النروجي عن حلف “حيوي” لاميركا واوروبا على حد سواء ووعد بان “تبقى الصلة بين ضفتي الاطلسي متينة”.
ويفترض ان يعد اجتماع الجمعة لقمة الحلف التي سيحضرها ترامب في 25 أيار/مايو في بروكسل. وستكون هذه أول زيارة لترامب إلى أوروبا، حيث سيلتقي حلفاء اربكتهم تصريحاته المدوية حول بريكست “الرائع” والحلف الأطلسي الذي “عفا عليه الزمن”.
واكد تيلرسون “دعم الرئيس والكونغرس الاميركيين للحلف الاطلسي” كما هو الحال منذ تأسيسه في بداية الحرب الباردة العام 1949.
وبدت ادارة ترامب التي تريد تحقيق تقارب مع روسيا، حازمة بالدرجة نفسها للادارة السابقة حيال روسيا.
ودان تيلرسون “العدوان” الروسي على أوكرانيا. وقال “نريد مناقشة اوضاع الحلف الأطلسي في أوروبا ولا سيما في أوروبا الشرقية ردا على العدوان الروسي في أوكرانيا وغيرها”.
صدى الشام