المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد2/24/2015
بعد ارتفاع سعر البنزين وتجاوزه 250 ليرة سورية لليتر الواحد، انخفض سوق السيارات المحلية التي تعمل على البنزين، وخاصةً سيارات “البيك آب” بعدما التهبت أسعارها لدرجة غير مسبوقة مع إرتفاع سعر الدولار, واليوم أصبحت السيارة تشكل عبئا ماديا على مالكي هذه السيارات، وقام البعض من هؤلاء إن لم نقل معظمهم بتوقيف حركة سياراتهم، وهذا يترافق مع ارتفاع أسعار البنزين بالإضافة إلى الإرتفاع الغير مسبوق في السلع والمواد الغذائية الرئيسية الأمر الذي يعاني منه معظم السوريين.
“محمد” مواطن من ريف إدلب الجنوبي، يروي لنا قصته مع سيارته “البيك آب” من نوع “زاز دايو” روسية الصنع، يقول: لقد إشتريت سيارتي هذه في عام 2010 بـ 235 ألف ليرة سورية عندما كان الدولار بـ 50 ليرة سورية، أي ما يعادل ثمن السيارة 4700 دولار، ومنذ أن ارتفع سعر البنزين أوقفت السيارة ولم أعد أركبها، لأن أي مشوار مهما كان صغيراً سيكلف 500 ليرة سورية، وأنا الآن أحاول أن أبيعها منذ أكثر من شهر حتى الآن لم أستطع بيعها، بسبب إنخفاض ثمنها، حيث دفع لي تجار السيارات 260 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 1060 دولار بإعتبار أن سعر الدولار اليوم بحدود 245 ليرة سورية، ولكني رفضت بيعها لأن خسارتي بها سوف تكون 3640 دولار أي مايعادل 890 ألف ليرة سورية، فوجدت أفضل طريقة أن أوقفها حتى إشعارٍ آخر.
ومن جهة أخرى إلتقينا مع تاجر السيارات السيد “هاشم” فقال إن انخفاض أسعار السيارات “البيك آب” يعود إلى ارتفاع سعر البنزين من جهة وإلى الإقبال الكبير على إستجرار السيارات الحديثة التي تعمل على مادة المازوت، حيث تمَّ إستيرادها من الدول المجاورة كتركيا، وأصبحت هذه السيارات تغزو أسواقنا وهذا ما حصل فعلا مما ساهم بقلة العرض على سيارات البنزين وزيادة الطلب على السيارات الحديثة التي تعمل على المازوت، وخاصة أن سعر ليتر المازوت 90 ليرة سورية، طبعاً نحن نتحدث عن أسواق السيارات هذه في الأماكن المحررة التي تقع تحت سيطرة المعارضة، وأضاف السيد “هاشم” إن زيادة أسعار البنزين أثرت على أسعار السوق لكن ليس بهذه النسبة التي تؤدي إلى انخفاض ملموس وكبير بالسوق بل قد تطال الشريحة الأولى والشعبية من السيارات نوع “البيك آب” والسيارات التي لا تزيد سعة محركاتها عن 2000سي سي، أما السيارات الحديثة البنزين طبعاً التي يزيد سعة محركها عن 2000 سي سي لم يتغير سعرها بل على العكس تماماً لقد زاد سعرها مع ارتفاع الدولار، لأن من يملك السيارة التي تزيد سعة محركها على 2000 سي سي بالتأكيد لا يفكر بمصروف البنزين ولا يتأثر فيه لأنه من الطبقة الوسطى أو الثرية فلا حاجة لهؤلاء بالتفكير بالبنزين ولا بكيفية تأمينه.
في المقابل، إن90% من المبيعات، هي للسيارات الآوربية المستوردة من تركيا ومعظمها محركها يعمل على المازوت، وهذه تنتشر بكثرة في المناطق المحررة التي تخضع لسيطرة المعارضة، وهي رخيصة الثمن إذا ما قورنت مع أسعار السيارات في مناطق النظام، لأن الأمر مخلف تماماً في مناطق النظام، فمثلاً سعر السيارة مثل “الكيا فورتي” ببلد المنشأ اليوم تصل إلى 2 مليون ليرة سورية على سبيل المثال يضاف إليها الرسوم الجمركية وأجور الشحن وضريبة الرفاهية لتصل إلى المستهلك بسعر لا يقل عن 3 مليون ليرة سورية.
لقد جعلت أسعار الكثير من المواد غير مناسبة لدخل المواطن٬ خاصة في الوقت الذي فقد العديد من الناس فيه وظائفهم أوانخفضت رواتبهم إلى النصف أو أكثر مع إنهيار الليرة السورية مقايل الدولار، وأصبح مصروف السيارة يشكل عبء على المواطن السوري.