قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية الثلاثاء، إن بلاده استدعت السفير الأميركي لدى أنقرة جون باس للتعبير عن استيائها بعدما أدلى المتحدث باسم الخارجية الأميركية بتصريحات لم يعتبر فيها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا منظمة إرهابية.
وازداد التوتر بين البلدين الحليفين بسبب الحزب الذي تدعمه واشنطن في قتاله ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وتعتبر أنقرة الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا تابعا لحزب العمال الكردستاني الذي تخوض ضده قتالا شرسا في جنوب شرق البلاد منذ انهار وقف إطلاق النار في يوليو/تموز 2015.
وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
وكان جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قال الاثنين عند سؤاله عن الاختلاف في الرأي بين البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي “كما تعلمون نحن لا نعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية.”
وتخشى تركيا أن يسهم التقدم الذي تحققه وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من حزب الاتحاد الديمقراطي على الجانب السوري من الحدود بين البلدين الممتدة لمسافة 900 كيلومتر في تأجيج النزعة الانفصالية بين الأكراد الأتراك.
وتشن الحكومة التركية حملة عنيفة على مسلحي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد أودت بحياة المئات من مسلحي الحزب وقوات الأمن والمدنيين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألمح في وقت سابق إلى أن بلاده قد تشن عمليات عسكرية في سوريا لوقف تقدم وحدات حماية الشعب الكردية.
وسبق لحكومات غربية على رأسها الحكومة الأميركية أن طالبت انقرة ببذل المزيد من الجهود في مكافحة الارهاب، في اشارات ضمنية على وجود تراخ تركي في التصدي لتمدد جماعات متطرفة في سوريا يعتقد أنها مدعومة من تركيا.
كما واجهت الحكومة التركية التي تعتبر حاضنة لجماعات الاسلام السياسي مرارا اتهامات بإقامة تحالفات سرية مع تلك الجماعات ومنها التي تقاتل في سوريا.
وأعلنت أنقرة أنها اعتقلت العشرات من عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية خلال حملة أمنية أطلقتها في 2015 بعد تعرضها لهجمات دموية.
ويأتي التوتر الأخير بين الحليفين أنقرة وواشنطن في الوقت الذي تدفقت فيه عشرات آلاف اللاجئين على الحدود التركية فروا مع تقدم الجيش السوري نحو حلب تحت غطاء جوي روسي.
ويتوقع محللون أن تلجأ تركيا الى ابتزاز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في شأن التعاطي مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وجناحه العسكري قوات حماية الشعب.
وقد تساوم على تعاونها في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية مقابل تصنيف واشنطن الاتحاد الديمقراطي تنظيما ارهابيا.
إلا أن الولايات المتحدة توفر غطاء جويا للقوات الكردية في سوريا وتراهن عليها لدحر الدولة الاسلامية وقد حققت بالفعل مكاسب ميدانية مهمة.
والمشهد بتناقضاته وبتوتراته يضع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مأزق، حيث أن تخلي واشنطن عن الاتحاد الديمقراطي يعني منح الدولة الاسلامية فرصة لإعادة تنظيم صفوفها واعادة سيطرتها على مناطق كانت قد فقدتها بفعل عمليات وحدات حماية الشعب الكردية. وعدم التخلي عن الأكراد في سوريا استجابة للطلب تركيا الملح يعني في المقابل غلق أنقرة لحدودها أمام موجات اللاجئين الفارين من حلب وامكانية التراخي في منع الهجرة السرية الى أوروبا وتقليص تعاونها في الحرب على الجهاديين.
ميدل ايست أونلاين