أحمد حمزة – العربي الجديد
تتواصل لليوم الثامن على التوالي، الاشتباكات في عدة أحياء داخل مدينة الحسكة بين مقاتلين من “الدولة الإسلامية” (داعش) وقوات النظام، التي نجحت خلال اليومين الماضيين، باستعادة السيطرة على بعض النقاط التي خسرتها، فيما أكد ناشطون أنّ النظام قام بحل “الدفاع الوطني” بعد يومٍ من زيارة وزير دفاعه لمدينة القامشلي.
وقال الناشط الإعلامي عبد الملك العلي لـ “العربي الجديد” إن الاشتباكات “مستمرة اليوم في عدة مناطق داخل الحسكة، مشيراً إلى أنّ تنظيم الدولة حاول ليلاً التقدم في أحياء المدينة، من محاور دولاب العويس في الغرب، ودوار الرصافة في الجنوب، وحاجز العمران قرب سكة القطار في حي الكلاسة”.
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، إن طيران النظام الحربي “قصف تمركزات لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في القسم الجنوبي من مدينة الحسكة، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في حي النشوة بالمدينة”، وكذلك تحدث المرصد عن “اشتباكات دارت عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية من جهةٍ أخرى، إثر هجوم للأخير على منطقة البانوراما في محاولة للتقدم باتجاه المدينة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.
وفي حين نجح النظام والقوات التي تسانده، في استعادة السيطرة على كامل حي غويران، والأجزاء التي كان خسرها بحي العزيزية، وعزز سيطرته وسط المدينة، غير أن مقاتلين من “داعش” ما زالوا يسيطرون على أحياء النشوة شرقي وغربي الليلية، وحي الزهور، داخل الحسكة.
وقال نشطاء محليون لـ “العربي الجديد” إن الوضع بالمدينة عموماً لم يستقر لأيٍ من الطرفين منذ أسبوع، فسمة المعارك الدائرة هي الكر والفر، ولو أن النظام التقط أنفاسه بعد الهجوم الذي بدأ فجر الخميس الماضي، وبدأ يستعيد زمام الأمور، فيما لم تعرف نوايا التنظيم، وما إذا كان يعتزم المضي بزخم أكبر في معارك المدينة، أو ينوي الانسحاب منها.
إلى ذلك، أكد ناشطون إعلاميون من الحسكة لـ”العربي الجديد” أن النظام قام بحل ما يُعرف بـ”الدفاع الوطني”، مرجّحين أن ذلك شرط من “وحدات حماية الشعب” الكردية، لكي تقبل بمساندة النظام في معاركه مع “داعش” بالحسكة.
وأكد الناشط الإعلامي سامر الحسكاوي لـ”العربي الجديد” صدور أمر الحل من “الحاكم العسكري اللواء محمد خضور بحجة أن بعض عناصر الدفاع الوطني خونة، وقاموا بتسهيل دخول تنظيم الدولة إلى المدينة، وأبقى على من له ثقه بهم من عناصر وقيادات، وضمهم إلى ما يسمى قوات المغاوير”.
ويرجح الحسكاوي أن تكون المليشيات الكردية هي التي اشترطت حل مليشيا الدفاع الوطني، لأن عناصرها من العشائر العربية التي تناصب العداء للوحدات الكردية، وبالتالي “لا يمكن أن يقاتلوا جنباً إلى جنب على الجبهة”.
وكانت وكالة “سانا” التابعة للنظام ذكرت مساء أمس، أنّ “وزير الدفاع فهد جاسم الفريج يرافقه عدد من ضباط القيادة العامة قاموا بجولة ميدانية في محافظة الحسكة” مضيفة أن الفريج “اطلع من القادة الميدانيين على سير العمليات العسكرية المتواصلة”.
وفي حين رجح ناشطون في الحسكة، أن يكون وزير الدفاع، وصل جواً لمطار القامشلي، ولم يغادره قبل العودة لدمشق، عرضت “سانا” صوراً للفريج أثناء لقائه بجنود من الجيش، لكنها لم تُشر إلى المكان الذي زاره تحديداً في محافظة الحسكة، التي تزيد مساحتها عن ثلاثة وعشرين ألف كيلو متر، وتقع أقصى الشمال الشرقي لسورية.