نور الحموي -وكالة حماة الإخبارية: كلنا شركاء
لجأت قوات النظام إلى تهديم الجسور التي تصل بين قرى وبلدت ريف حماة الجنوبي، بهدف الحدّ من تحركات الثوار في المنطقة، وتقييد عمليات تنقلهم بين هذه البلدات، حيث يخترق نهر العاصي هذا الريف ويمر في مساحاتٍ واسعةٍ منه، وطريقة التنقل الوحيدة بين ضفتيه هي الجسور القديمة التي كانت مشيدة على النهر.
وذلك يعود لأسباب اعتبار ريف حماة الجنوبي، نقطة وصلٍ هامة، بين ريف حمص الشمالي والشمال السوري، فهو يشكل متنفساً واسعاً لكتائب الثوار في ريف حمص، في حال تمكنوا من السيطرة عليه. كما يضم هذا الريف عدداً من المراكز العسكرية الحيوية بالنسبة لقوات النظام، وأهمها مركز البحوث العلمية في مدينة “تقسيس”.
ولما لمدينة “تقسيس” ومركز البحوث العلمية المحصّن في جبالها من أهمية “لوجستية” فقد فجرت قوات النظام قبل حوالي العامين، الجسر الذي يصل المدينة بقرية “ألقرباطية”، تحسباً لأيّ خطرٍ يهدد هذا المركز من قبل الثوار.
وواجه جسر “جرنية العاصي” نفس المصير، والذي يعد من أهم جسور المنطقة لربطه بين قرى غرب العاصي وشرقه، ويصل المزارعين بأراضيهم، فقد قامت قوات النظام أثناء اجتياحها للريف الجنوبي في مطلع عام 2013 بتفجيره أيضاً على دفعتين. الامر الذي حدّ كثيراً من تحركات كتائب الثوار بين المناطق التابعة إدارياً لمحافظة حمص، وتلك التابعة لمحافظة حماة.
ونال جسر بلدة “الجِنان” جنوب شرق حماة نصيبه من التدمير، لما له من أهميةٍ بالنسبة لكتائب الثوار التي يجب أن تمر عبره للوصول إلى مراكز حيوية للنظام، كاللواء 47 وكتيبة الهندسة، وفرع الأمن العسكري، وكذلك الحواجز المحيطة بمدينة حماة. فقامت قوات النظام بقصف هذا الجسر، قبل أن تتمكن من الوصول إليه وتفخيخه قبل أيام.
“أبو محمد” أحد ناشطي ريف حماة الجنوبي قال لـ “كلنا شركاء”، إن تفجير هذه الجسور قطّع أوصال مدن وبلدات ريف حماة الجنوبي، ومنع سكان البلدات المحيطة من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، فلجأوا إلى الألواح الخشبية والسلالم الحديدية، التي نصبوها فوق الجسور المهدمة لعبور المشاة خلالها. كما فقد عددّ من أهالي هذه البلدات حياتهم لدى محاولتهم عبور الجسور المهدمة بطرقٍ بدائية.
وعلى صعيد تأثير قطع هذه الجسور على صعيد العمليات العسكرية من جانب كتائب الثوار، أفاد الناشط “أبو عبد الرحمن” إن النظام ومن خلال سياسته هذه، استطاع القضاء بشكل شبه كامل على تواجد الثوار في هذه المنطقة، كما قطع طرق الإمداد إلى ريف حمص الشمالي.