تمر اليوم الخميس 1 تموز/يوليو، الذكرى السنوية الثالثة على اتفاق التسوية بين فصائل المعارضة وقوات النظام برعاية روسية في درعا، والتي أفضت لسيطرة النظام ومليشيات إيران وروسيا على كامل المحافظة.
بحسب بيان الاتفاق بين طرفي المعارضة والنظام في درعا، حملت اتفاقية التسوية 13 بنداً أولاها كانت وقف إطلاق النار و تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ابتداءً من تاريخ الاتفاق، وعودة الأهالي إلى المناطق التي لا يتواجد بها الجيش بصورة طبيعية، بالإضافة لتسوية أوضاع أهالي المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار.
كما نص الاتفاق على توزيع نقاط التسوية جغرافياً حسب الحاجة، ورفع علم النظام وتشغيل مؤسسات الدولة وعودة الموظفين إليها، ضم المقاتلين الراغبين بمقاتلة تنظيم الدولة “داعش” إلى فيلق الاقتحام، وتسوية أعضاء المنشقين والمطلوبين وإعطائهم تأجيل لمدة 6 أشهر، وحل مشكلة المعتقلين، وختاماً أن الضامن للاتفاقية هي روسيا.
وعقب تلك الاتفاقية بأيام، قابلها بعض عناصر فصائل المعارضة بالرفض واختاروا الخروج إلى الشمال السوري مع عوائلهم على البقاء تحت حكم الأسد والتسوية معه، وكانت أولى الدفعات خروجاً إلى الشمال السوري في 15 تموز/يوليو2018، ضمت 900 شخص عبر 15 حافلة.
في سياق متصل، شهد شهر تموز عودةً للعديد من أهالي أرياف درعا إلى قراهم بعد هجرتهم إلى الحدود الأردنية السورية، حيث عاد أهالي مدينة بصرى الشام في الثامن من تموز 2018، وفي 29 من نفس الشهر، عاد المئات من أهالي بلدات الحراك وبصر الحرير والمليحة الشرقية وناحتة إلى منازلهم تحت حماية الشرطة الروسية.
واليوم تزامناً مع الذكرى الثالثة لاتفاق التسوية، لا تزال محافظة درعا تشهد فلتاناً أمنياً تتخلله عمليات اغتيال قتل على إثرها العشرات، عدا عن ضحايا مخلفات الحرب والتي لم تعط النظام لها بالاً ولخطورتها التي تهدد حياة المدنيين في درعا.
اغتيالات مستمرة وضحايا بالعشرات..
بحسب مكتب توثيق الشهداء في درعا، سجل منذ توقيع اتفاقية التسوية في تموز/يوليو 2018 وحتى تاريخ اليوم أكثر من 1000 عملية اغتيال في درعا، واستهدفت عمليات الاغتيال تلك بشكل أكبر عناصر المعارضة السابقة والموقعين على اتفاقية التسوية، حيث طالت الاستهدافات 235 عملية اغتيال، قتل على اثرها 161 شخصا وأصيب 61 ممن رفض الانضمام لصفوف قوات النظام.
في سياق متصل، سجل 377 عملية اغتيال قتل على إثرها 249 شخصا وأصيب 89 آخرين من فصائل المعارضة الذين انضموا لصفوف قوات النظام، كما وثق التقرير 301 عملية اغتيال قتل على إثرها 159 شخصا وأصيب 102 آخرين من الناشطين السابقين في المعارضة، في حين قتل 23 طفلا إثر 27 عملية اغتيال.
وخلال شهر حزيران/يونيو الفائت، وثق “تجمع أحرار حوران” 23 عملية اغتيال، قتل على إثرها 18 شخصاً وأصيب 11 آخرون بجروح، ونجا اثنين من عمليات اغتيال، في حين قتل ثلاثة تحت التعذيب في معتقلات النظام و شابٌ قتل برصاص عناصر حاجز للواء الثامن المدعوم روسياً.
استمرار خروقات النظام وروسيا لنص اتفاق التسوية في درعا..
لم يحترم نظام الأسد وروسيا بنود اتفاقية التسوية في المنطقة الجنوبية لسوريا، حيث يحاول باستمرار تهجير المعارضين له كما فعل في بلدة “أم باطنة” في 16 أيار/مايو 2021، حيث هجر 30 شخصاً مع عوائلهم إلى الشمال السوري، عدا عن تهجير العشرات من أنباء مدينة الصنمين في آذار/مارس 2020، بعد هجوم لجيش النظام على المدينة.
يذكر أن درعا البلد تشهد حالياً حصاراً فرضته قوات النظام قبل أيام، وذلك بعد طلب من قوات النظام وروسيا لتسليم الأهالي في درعا البلد 200 قطعة سلاح فردي بحوزتهم وسط تهديدات باقتحام المنطقة وقصفها بالطيران، في حين ذاعت قوات النظام أمس 50 اسماً في الصنمين مطالبةً إياهم تسليم سلاحهم تحت طائلة الاعتقال في حال الرفض.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
تقرير خبري/إبراهيم الخطيب