«القدس العربي»: افتتح تنظيم الدولة باب التسجيل أمام الراغبين بالخروج معه من المدنيين في الأحياء التي يسيطر عليها جنوب العاصمة السورية دمشق، إلى مناطق سيطرته شرق سوريا، وفقاً لمنشورات وزعها التنظيم على أحياء الحجر الأسـود الذي يعتـبر معقـله الرئيسي، إضـافة إلى أحياء من مخيم اليـرموك والتضـامن والعسـالي في جنـوب دمشـق.
ووفقاً للإعلان المنشور الذي جاء فيه «تفتح الدولة الإسلامية الباب لاصطحاب عوام المسلمين الراغبين بالهجرة لأراضي الخلافة الإسلامية، شريطة تسجيل أسمائهم في إحدى النقاط الإعلامية التـالية»، فإن التـنظيم سـمح بتسـجيل أسـماء المدنيين الراغبين بالخـروج مع مقاتليـه وعائـلاتهم، في ثلاثة مراكز إعلامية وهي «نقطـة أبي محمد العدناني ـ العروبة، ونقطة الأقصى الأسـير، جانب جامع فلسطين في مخيم الـيرموك، إضــافة إلى نقطة «عمر الشيشاني» في حي العسالي» وحدد المنشور ساعات التسجيل ما بين الحادية عشرة صباحاً والسابعة مساءً.
وقال الناشط الإعـلامي ضياء محمـد لـ «القدس العربي» ان بلدات جنوب دمشق الثلاث ستكون في موقف حرج بعد خروج تنظيم «الدولة» منها، حيث ستتعرض الفصائل المعارضة المرابطة في مناطق سيطرتها هناك، لضغوط من قبل النظام في الخارج وشيوخ المصالحة وأنصارها في الداخل، وستكون الفصائل بين خيارين أحلاهما مر، فإما التهجير القسري الذي سيجعل جنوب دمشق نموذجاً عن الضاحية الجنوبية في بيروت، وإما الحرب التي يعارضها الكثير من أهالي البلدات وعلى رأسهم شيوخ المصالحة مما قد ينذر باصطدام داخلي لا تحمد عقباه.
وأضاف «لجنوب دمشق لجنة سياسية مختصة بالمفاوضات ولا نعلم بالضبط ما القرار الذي قد تتخذه اللجنة، وبصراحة خيار الحرب خيار مطروح بقوة ومطلب لكثير من العسكريين والناشطين لكن لا نستطيع التنبؤ بما قد يحدث خلال المفاوضات، موضحاً ان لجنة المفاوضات تضم عسكريين ومدنيين، ولكل وجهة نظره ورؤيته».
ورأى ضياء انه لا بد من مفاوضات جديدة مع النظام السوري بناء على المتغيرات الحالية، وقال «ليس هناك أي عذر لنا بالتخلف عن الدفاع عن المنطقة التي حررناها بدماء آلاف الشهداء والمعتقلين، على الفصائل التجهز لجميع الخيارات وحسم الموقف وإبعاد شيوخ المصالحة عن المشهد السياسي والبدء بمفاوضات جديدة بعيداً عن فكرة المصالحة».
ويعيش أهالي ريف دمشق الجنوبي ما بين تطبيل اتابع تنظيم «الدولة» وترحيب شيوخ المصالحة في التجهيز لترحيل أهالي المنطقة ضمن صفقة جديدة مع النظام السوري، ليتم توزعيهم ما بين شمال سوريا وشرقها ضمن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث انتشرت اشاعات عن الأوامر التي تلقاها تنظيم «الدولة» في جنوب دمشق من قيادته المتمثلة بـ «والي دمشق» للتجهيز للانسحاب من المنطقة إلى أماكن سيطرته شرق سوريا.
ونقلت صفحة «ربيع الثورة» المتخصصة في أخبار ريف دمشق الجنوبي، عن مصادر أهلية في الحجر الأسود ومخيم اليرموك أن عملية الخروج قد تبدأ خلال الأيام القلية المقبلة، حيث يروج عناصر التنظيم في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بأن خروج الدفعة الأولى سيكون خلال الأسبوع، من جهة ثانية يتزامن الحديث عن خروج تنظيم «الدولة» من المنطقة مع بدء حركة بيع بعض مقاتلي التنظيم لممتلكاتهم في أسواق المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فيما يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يطرح فيها موضوع إخراج تنظيم «الدولة» من جنوب دمشق بصفقة مع النظام السوري، حيث بلغت استعدادات التنظيم أوجها في نهاية عام 2015 للخروج من المنطقة، لكنّ الاتفاقية تعثّرت في نهايتها ما حال دون إتمام عملية الانسحاب.