إلى أن تجد إسرائيل «حلاً» للمنظومة الروسية الاعتراضية الأكثر تطوراً، «اس 400»، المنشورة حديثاً في شمال سوريا، فإنهم في الجيش الإسرائيلي باتوا يدركون أن الواقع الميداني والعملياتي قد تغير، وأن تفوق سلاح الجو الإسرائيلي وحرية عمله في المنطقة قد تضرر، وهو الآن مرهون بإرادة موسكو ونياتها.
هذا ما خلص إليه موقع «واللا» العبري أمس، نقلاً عن مصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية، رأت أن منظومة «اس 400» التي تعدّ «منظومة الرعب» من جهة الغرب، تعني فقط تعقيداً جديداً في «الساحة الخلفية لإسرائيل»، وخاصة أنها (إسرائيل) كانت تتمتع منذ سبعينيات القرن الماضي بتفوق جوي شبه كامل في مواجهة العالم العربي … أما الآن «فنعمل على فهم الأمور وكيفية التعامل مع الواقع الجديد، مع الإدراك بأن التفوق قد تضرر».
الباحث في معهد «هرتسيليا» ورئيس قسم الأبحاث العسكرية في المعهد، يفتاح شابيرا، أوضح للموقع أن سلاح الجو الإسرائيلي سيواجه تعقيدات وصعوبات ميدانية، رغم أنهم قد يجدون وسيلة ما للتعامل مع المتغير الجديد (الاس 400)، إلا أنه أكد في المقابل أن التفوق الجوي الإسرائيلي تضرر مع وصول هذه المنظومة الى الساحة السورية، الأمر الذي من شأنه أن يغير من مقومات القدرة الإسرائيلية على التحرك في هذه الساحة وفي غيرها، وهناك أسئلة باتت مطروحة: متى يمكن العمل ومتى يجب العمل، وكيف يمكن العمل؟».
ويشير التقرير الى أنّ «التفوق الجوي لإسرائيل مرتبط الى حد كبير بقدرة الآخرين على كشف تحركات وأنشطة الطائرات الحربية الإسرائيلية، أي القدرة على الوصول الى الهدف ومهاجمته، وفي الوقت نفسه ضمان العودة الى إسرائيل. هذا الاعتبار بات مفقوداً الآن، لأن الطائرات الإسرائيلية مكشوفة حالياً منذ لحظة إقلاعها الى لحظة الوصول الى الهدف، ومن ثم العودة أدراجها».
وأضاف إنه «لعدم الانكشاف المسبق أهمية كبيرة، ومع وجود الاس 400 تغيرت قواعد اللعبة، فوجود هذه المنظومة في الساحة الخلفية لإسرائيل يخرق التوازن الذي كان قائماً، ويضرّ قدرة سلاح الجو الذي بات مكشوفاً بشكل كبير جداً». وبحسب التقرير، فإن «هذه المنظومة تمثل تهديداً تجاه كل سلاح جو تحلق طائراته الحربية في المنطقة، وهذا يشمل إضافة الى إسرائيل، الأردن وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى».
وأشار الموقع الإسرائيلي الى أن من يعزي نفسه بأنّ روسيا ليست دولة عدوة لإسرائيل، عليه أن يدرك أن التحالفات والائتلافات في الشرق الأوسط تنشأ وتسقط بشكل دائم، و«لا أحد يدرك مسبقاً ما يمكن أن يحصل في اليوم الذي يلي، فمن كان يعتقد قبل سنوات أن روسيا ستنضم الى حزب الله وإلى إيران في قتالهما ضد داعش، وتحديداً على الأراضي السورية؟».
وقال ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي للموقع، إنه رغم التنسيق المعلن عنه بين الجانبين، إسرائيل وروسيا، إلا أن الأخطاء قد تحدث، وقال «هذا المعطى يجب أن يكون حاضراً لدى سلاح الجو، سواء أراد الروس أن يقعوا في أخطاء أو لا، كما على سلاح الجو أن يسأل نفسه: عمن، وعمّ تدافع هذه المنظومة، وعن أي منطقة تشدد أكثر في دفاعها؟ والإجابة عن هذين السؤالين ستساعد في التخطيط والعمل الميداني العملياتي».
وأضاف الضابط: «يوجد تغيير في الميزان الاستراتيجي في المنطقة، والوجود العسكري الروسي في منطقتنا وسيطرتهم على المجال الجوي، يعني أننا لم نعد قادرين على فعل ما نريد، فحرية العمل التي كانت لإسرائيل قد تضررت، ولم تعد كما كانت عليه في الماضي».
الاخبار