تناولت عناوين الصحف البريطانية لهذا اليوم الحرب السورية وتداعياتها على المنطقة، والتوترات بين روسياوتركيا بسببها، ومآلات الإخفاق في التوصل لوقف إطلاق النار.
وترى الصحيفة أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيادة تأييده العسكري للنظام السوري شجعه على الاعتقاد بأن بإمكانه كسب الحرب الآن، وأنه أحد الأسباب وراء سعي روسيا للوساطة في وقف إطلاق النار في مباحثات ميونيخ لتعزيز مكاسب النظام.
دبابات تركية متمركزة على الحدود التركية السورية (رويترز) |
وفي المقابل، رأت الصحيفة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما فقد الاهتمام بهذا التسلسل الخطير للأحداث، وتخلى عن القيادة في المنطقة لروسيا، بعد إبلاغه بوتين بتأييده مبادرة ميونيخ.
وقالت إن آمال احتواء الأزمة كانت تُطفأ منذ فترة طويلة بتصدير “الإرهاب الإسلامي”، وتدفق المهاجرين إلى أوروبا، وأضافت أن إضافة المواجهة الجيوسياسية إلى هذا المزيج المتفجر تثير القلق بشكل كبير.
وفي السياق، قالت صحيفة فايننشال تايمز إن التوتر بين روسيا وتركيا بلغ ذروة جديدة بتصعيدهما العمل العسكري في سوريا لدعم الأطراف المتنازعة، مما يقترب من مواجهة مباشرة في الحرب التي يتزايد تدويلها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصدع المتزايد بين البلدين، حيث يهاجم كل طرف الآن الفصائل التي يدعمها الطرف الآخر، أفزع الدبلوماسيين الغربيين وسط مخاوف من سعي روسيا لتقويض حلف شمال الأطلسي (ناتو) من خلال تصعيد اصطدامها مع أنقرة.
أما مقال صحيفة غارديان فقد أشار إلى أن الإخفاق في التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا سيفتح على الغرب بابا من المشاكل أقلها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت الصحيفة إن الحملة العسكرية ضد التنظيم بدأت تتحول إلى استعراض جانبي مع دخول الحرب السورية مرحلة جديدة من النجاح أو الفشل.
وتعتقد الصحيفة بأن الغرب يواجه الآن بعض الحقائق الواضحة: أولها أن تنظيم الدولة ليس هو الأزمة، وإنما عارض لحرب أهلية داخل “الإسلام” في الشرق الأوسط بين الشيعة والسنة وبين الاتجاهات السنية السائدة والمتطرفة.
وثانيا أن الصراع الذي فيه التنظيم مجرد عارض هو النزاع بين إيران والسعودية من أجل الهيمنة “الدينية”. وثالثا أن القيادة الدولية غير المؤكدة لأوباما وبروز روسيا من جديد كلاعب مهم في المنطقة قد جعل سوريا ساحة للحروب بالوكالة.