د . محمد مرعي مرعي
تواجه ثورة الشعب السوري منذ بعيد انطلاقتها ثلاثي مترابط المصالح والمنافع في الخفاء مع اظهار بعض التناقضات المعلنة لتضليل الثوار والشعب السوري ، والثلاثي هو :
– الأول : سلطة آل الاسد وأسيادها من خلفها ومرتزقتها من كافة مكونات الشعب السوري التي انتفعت إلى حد التخمة في ظل حكمها لمدة 40 عاما وهي معادية للشعب السوري الذي نهبت ثرواته وارتكبت أفظع الجرائم بحقه وما تزال .
– الثاني : الشبيحة بعناصرها العديدة من نواتها الصلبة أبناء الطائفيتين العلوية والشيعية ويلحق بهما شبيحة أبناء المكونات الأخرى من السوريين ، وعناصر الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات التي قتلت وسرقت ونهبت ما طالته أياديها القذرة من أموال الشعب السوري المهجر والمنكوب والمقهور .
– الثالث : الائتلاف وملحقاته مثل الحكومة المؤقتة ووحدة تنسيق الدعم وملحقاته الأخرى والمنتفعين منه ومرتزقته من المهربين وتجار الدم وشركائه من المجرمين وكذلك التجمعات التي ادعت تمثيل الثورة التي سبقته ، والتنظيمات الأخرى التي تدعي المعارضة من أشباهه. وهذه التجمعات سرقت وما تزال تسرق أموال المساعدات كرواتب وتعويضات وعمولات ومؤتمرات وتاجرت بالمعونات تهريبا واحتكارا إلى حد وصلت ثرواتها حدا لا يضاهى وبلغ سلوكها البطر والبذخ والشذوذ المقرف .
هذا الثلاثي لن يقبل بإنهاء مأساة الشعب السوري مهما حصل من مجازر وسال من دماء وتهجر من بشر ، لأن وجوده ارتبط بتلك المأساة ومستقبله في عالم الجريمة والفساد والمال ارتهن باستمرارها.لذلك ، ينبغي على ثوار سوريا أن يدركوا حقيقة هذا الثلاثي وضرورة التعامل معه كما تقتضي متطلبات الثورات الشعبية .