رغم حساسية الموقف، وصعوبة الخوض فيه من قبل الإعلام الإيراني، خاصة في هذه المرحلة، إلا أن أحد المواقع الإيرانية لم يتردد في كشف المستور بشأن انتشار المخدرات في إيران.
موقع “فرارو” الإيراني قال إن انتشار الإدمان والمخدرات في إيران “وصل مراحل متقدمة وخطيرة بين الشباب”.
واعتبر “فرارو” أن انتشار المخدرات بين الشباب في إيران، والتبعات والمشكلات الاجتماعية التي يتركها الإدمان، بات يشكل تهديدا رئيسا للنظام الإيراني”.
واستند “فرارو” في تقريره عن أزمة انتشار الإدمان في إيران إلى حديث وزير الداخلية الإيراني، رحمان فضلي، الذي شدد خلال أحد البرامج التلفزيونية على المخاطر الداخلية التي تواجهها إيران، قائلا: “التهديدات الخارجية لا تشكل أي تخوف على النظام الإيراني، والتهديد الرئيسي الذي نتخوف منه على النظام في إيران هي المشكلات الداخلية، ومن أهمها انتشار الإدمان والمخدرات والبطالة، وانتشار العشوائيات وارتفاع معدلات الطلاق”.
وأعدت وزارة الداخلية تقريرا يحتوي على 20,000 صفحة عن التهديدات الداخلية التي يواجهها النظام الإيراني، وتم رفع التقرير إلى خامنئي مؤخرا، بحسب وزارة الداخلية الإيرانية.
وقال الناشط الاجتماعي الإيراني، محمد صادق جوادي، لموقع “فرارو”، إن النظام الإيراني “تأخر في مواجهة انتشار الإدمان والمخدرات ومكافحة الفقر في الداخل، وأصبح الإدمان على المخدرات منتشرا بصورة كبيرة جدا بين فئة طلاب المدراس المتوسطة والثانوية والجامعات”.
وأضاف جوادي إن “هناك تقارير وإحصائيات مزورة تقدم من قبل الحكومة الإيرانية للرأي العام الإيراني، ولا تنقل الحقيقة بصورة كاملة للشعب”، على حد تعبيره.
وأكد جوادي عدم اهتمام الشباب الإيراني بمبادئ الثورة الإيرانية، مشيرا إلى أن “هذه الحالة ظاهرة منتشرة بين الشباب، ما يضعف الجبهة الداخلية أمام الهجمة السياسية والإعلامية والثقافية الموجهة من الخارج”.
وحول عدد المدمنين في إيران، قالت صحيفة “فرهيختكان” الإيرانية -نقلا عن مصادر من الشرطة الإيرانية- بأن عددهم يتجاوز أربعة ملايين مدمن.
وكشف مسؤول إيراني للصحيفة عن رفض الحكومة الإيرانية السابقة نشر الإحصائيات والأرقام الدقيقة والصحيحة لعدد المدمنين.
وقال المسؤول الإيراني: “على سبيل المثال، نشرت إحصائية رسمية عن وجود 500 امرأة إيرانية مشردات في شوارع طهران، وينمن في الشوارع داخل الكارتونات (العلب الورقية للفواكه)، ولكن الرقم الصحيح أكبر من الرقم المعلن، وكذلك إحصائيات الإدمان، فهي تتجاوز أربعة ملايين مدمن، لكن الحكومة السابقة رفضت نشر الإحصائيات الصحيحة.
وتشير التقارير الصحيفة الإيرانية إلى أن الإدمان على المخدرات أصبح أحد أهم أسباب الطلاق وارتكاب الجرائم في إيران، وبات الإدمان على ما يسمى الترياك والهرويين والشيشة منتشر بشكل واسع بين فئة الشباب.
وينتقد النشطاء الاجتماعيون في إيران إهمال الحكومة في مكافحة انتشار الإدمان والمخدرات؛ حيث أصبحت هناك بيوت وأماكن خاصة لتجار المخدرات في العديد من المدن الإيرانية تسمى “شير خونه”، يتم استخدامها لبيع المخدرات وتعاطيها من قبل المدمنين، ولم تتدخل الشرطة الإيرانية لإغلاقها.
عربي 21