قالت منظمة دولية معنية بحماية الأطفال والدفاع عن حقوقهم إنها سجلت “زيادة مقلقة” في محاولات الانتحار بين الأطفال حتى أولئك الذين لا تزيد أعمارهم عن 12 عاما في بلدة “مضايا” السورية، والتي تخضع لحصار شديد يفرضه الجيش السوري وحليفه الرئيسي، حزب الله اللبناني.
وبحسب بيان أصدرته المنظمة الخميس، فإن ستة أطفال على الأقل، أصغرهم فتاة تبلغ من العمر 12 عاما، إلى جانب سبعة من الشبان صغار السن حاولوا الانتحار خلال الشهرين الماضيين في البلدة التي لم تُسجل فيها على الإطلاق حالات مماثلة قبل الحصار.
ونقل التقرير عن مدرّس لم يذكر اسمه في البلدة قوله: “الأطفال مدمرون نفسيا ويشعرون بالإرهاق، وعندما نحاول ممارسة نشاطات معهم مثل الغناء لا نرصد أي تفاعل من جانبهم حتى أنهم لا يضحكون كما كانوا يفعلون.. كل رسوماتهم هي عن أطفال يتعرضون للقتل والذبح خلال الحروب أو عن دبابات أو عن نقص الطعام.”
وأكد التقرير أن المئات من سكان “مضايا” يعانون من مشاكل نفسية وعقلية بينها الاكتئاب العميق والهذيان بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها في البلدة التي يقطن فيها 40 ألف نسمة وتقع شمال غرب العاصمة دمشق وتخضع لحصار منذ يوليو/تموز من العام الماضي.
وإلى جانب المشاكل النفسية وقلة الطعام، تشهد البلدة المحاصرة انتشارا لأوبئة وأمراض أخرى مثل السحايا، وعلقت مسؤولة المنظمة عن شؤون سوريا، صونيا خوش، بالقول: “آثار الحصار الطويل لمضايا والبلدات الأخرى تظهر جلية على عقول السكان وأجسادهم” علما أن البلدة كانت قد شهدت قبل أشهر وفاة العشرات من سكانها نتيجة الجوع.
CNN