جاءت تفجيرات مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية الساحلية السورية الموالية لنظام الأسد، وتفجيرات طرطوس الساحلية الموالية هي الأخرى، اليوم الاثنين، بعد مرور 4 أشهر على التفجير الذي ضرب حي الزهراء الموالي بمدينة حمص، في 21 من فبراير الفائت.
ولفت في هذ السياق أن تفجير اليوم الاثنين، يتشابه في سياقه الزمني مع التفجير الذي ضرب حي الزهراء بحمص، لجهة ترافقه مع الكلام عن الهدنة، ومسعى الأسد إلى إجهاضها بشتى السبل، حيث كان هناك اجتماع هام للغاية بين وزير الخارجية الروسي والأميركي، لتحديد الخطوط العريضة لمفهوم “إيقاف العمليات القتالية” والذي خرج إلى النور بعد ساعات من تفجير حمص!.
هناك من علم بتفجير حمص قبل وقوعه.. بالدليل
ويشار إلى أن تفجير حمص جاء بعيد تصريح المندوب الروسي في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، من أن حكومة الأسد لن تخرج بكرامة من الأزمة لو لم تحذ حذو روسيا.
نقطة لافتة أخرى تتعلق بمكاني التفجيرين، ففي حمص حصل التفجير في أشد المناطق الممسوكة أمنياً للنظام السوري، بل نشرت صفحة على فيسبوك اسمها “أخبار المنطقة الوسطى. حمص” خبراً قبل وقوع التفجير بـ15 ساعة تحذر فيه من وقوع تفجيرات في أمكنة حصلت فيها التفجيرات بالضبط!.
وقد سبق لـ”العربية.نت” أن نشر خبراً في هذا السياق بتاريخ 21 فبراير الفائت وبعنوان: “فضيحة أمنية.. هناك من علم بتفجير حمص قبل وقوعه”.
ولفت أن هذا التحذير الذي ثبت صوابه 100% كون التفجير ضرب ذات الأمكنة التي وردت فيه، وهي أمكنة نقل الطلاب إلى جامعتهم ومدرستهم، لم يلق اهتماما من قبل كل الجهات الأمنية التابعة للنظام، بل تم إغفاله حتى حصل التفجير وأودى بحياة العشرات.
من سابع المستحيلات إدخال متفجرات إلى “جبلة”
تفجيرات الساحل السوري التي ضربت إحدى أكبر قلاع النظام السوري على المستوى الأمني والعسكري والبشري، تثير علامات استفهام أهمها:
أولا، كيف تتم هذه العمليات التي ضربت “جبلة” وطرطوس، مع أن جبلة تعتبر “بيت الأسد” وفي تعبير آخر “غرفة نومه” ومحاطة بالكامل بكل قواته الأمنية والعسكرية وشبه العسكرية، ويتوزعها رجال الأمن بكثافة منقطعة النظير، وتحديدا بعد التدخل العسكري الروسي واختيار مطار “حميميم” مقرا لذلك الجيش، ولا يبعد عن “جبلة” إلا بضعة كيلومترات قليلة؟.
التفجير الذي من المؤكد أن الروس قد سمعوا صداه في مقر إقامتهم في “حميميم” لقربه منهم!
ثانياً، لماذا تترافق التفجيرات، كلما كان الأسد في “خانة اليك” وتكفّ روسيا يده عن القصف هنا أو هنا؟
ثالثاً، من أين دخلت المتفجرات إلى “جبلة” الساحلية وهي تخضع للتفتيش على مدار الساعة من قبل أهلها أنفسهم في ما يسمى “قوات الدفاع الوطني” التي أنشأها الأسد لترويع المدنيين ومراقبتهم وسوقهم إلى القتال في جيشه؟
رابعاً، سبق أن قام النظام بالكشف عن أفراد في جيشه وقواته الأمنية تقوم بإيصال السلاح والمتفجرات إلى أي جهة تطلبه. وكان النظام في كل مرة لا يسمح بتصوير وجوه من تم القبض عليهم؟ إلى درجة قال أنصاره: “لماذا تخفون وجوههم؟ أم أن هناك من يحميهم؟”.
ويذكر أن “هدنة حلب” كانت مثار جدل ما بين نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، فالأسد كان لا يريدها وقد هدّد علناً باستعادتها بأي ثمن كما قال في خطاب أخير له، والإيرانيون كانوا يدفعونه إلى ذلك علناً. وقام الروس بمنعه عن هذا الأمر، على اعتبار أن العمليات العسكرية في حلب قد تخلف عدداً مهولاً من الضحايا وقد اتفق الروس مع الأميركيين على “تحييد” حلب على الأقل حاليا.
ويشار إلى أن إدخال متفجرات ومسلحين، إلى مدينة “جبلة” تحديدا، يعتبر من سابع المستحيلات الأمنية في تلك المنطقة كما يعلم أهلها. ليتفاجأ أهلها اليوم بدخول هذه الكميات مع حامليها وتحت أعين وأنظار عشرات الآلاف من القوات العسكرية والأمنية وشبه العسكرية الموجودة بالمنطقة والتابعة كلها للأسد وأنصاره.
العربية نت