تواصل المركز الصحفي السوري مع والد الشاب علي واطلع منه على تفاصيل حادثة الغرق التي أودت بحياة لاجئين عدة منهم سوريون قبالة السواحل التونسية، وتضحية علي في محاولة إنقاذ امرأة وطفلين وفتى سوري.
أفاد عبد الله قاطوف والد علي في تصريح خاص للمركز الصحفي السوري اليوم، تفاصيل غرق المركب الذي كان يستقله برفقة 32 لاجئاً بينهم تسعة عشر سورياً وامرأة سودانية مع طفلين، إضافة إلى مصريين وأفارقة.
وقال قاطوف أن ابنه علي مواليد 1999 غادر لبنان في آب الماضي إلى ليبيا، بقصد الهجرة إلى أوروبا ولقاء أقاربه في ألمانيا، وحاول مرتين العبور عبر البحر إلى إيطاليا، الأولى تعرض فيها لحالة نصب من قبل المهربين وخسر فيها مبلغاً من المال، وفي الثانية بعد قطعه مع مجموعة مهاجرين المياه الإقليمية الليبية، حيث اعترضهم قارب مجهول أجبرهم على العودة إلى زوارة الليبية.
وأضاف الأب أن ابنه تعرض للاحتجاز من قبل عصابة تستغل المهاجرين، واضطر لدفع فدية مالية قدرها 800 دولار لإطلاق سراح ولده، وسط ظروف قاسية في تأمين حاجياته الضرورية، إلى أن تواصل مع مهرب بقي في بيته مدة خمسة أشهر عانى فيها من الجوع وسوء المعاملة.
وأشار عبد الله إلى تفاصيل الرحلة الأخيرة ليلة السبت الماضي، إذ خرج علي برفقة 18 مهاجراً سورياً مع أولئك المهاجرين على متن قارب مطاطي وبعد 14 ساعة من الانطلاق من سواحل مدينة زوارة، اندلع حريق في محرك القارب أسفر عن حرق المركب كاملاً وغرق ثمانية عشر مهاجراً بينهم أربعة سوريين، ونجاة الخمسة العشر الباقين لحيازتهم ستر نجاة.
كما تواصل اللاجئون عبر جهاز ثريا مع المهرب المسؤول عن رحلتهم الذي تجاهل مناشداتهم وصراخهم وسط البحر، بحسب الأب.
وقال عبد الله أن ابنه كان منشغلاً بإنقاذ المرأة السودانية برفقة طفليها مدة خمس ساعات متواصلة، إلا أن ظروفاً صعبة واجهت إنقاذها، لعدم معرفتها السباحة وابتلاع الطفلين للمياه، ما أدى إلى وفاتهم.
وساهم علي برفقة أربعة آخرين لإنقاذ فتى سورياً يبلغ 14 من الغرق، واستطاع علي السباحة 40 ساعة متواصلة مستعيناً بطوق النجاة ولوح خشب، إلى أن صادف دورية لخفر السواحل التونسي، فاستخدم صفارة كانت بحوزته للفت انتباه دورية الخفر، التي تمكنت من سحب علي ومعرفة موقع حادثة الغرق، ليكون علي سبباً في إنقاذ بقية رفاقه، وفق حديث والده.
وأدخلت السلطات التونسية الشبان السوريين إلى أحد المشافي لتلقي العلاج نتيجة الحروق والإجهاد الذي أصاب الخمسة عشر سورياً الذين نجوا من الغرق.
وأظهر مقطع فيديو لمواطن تونسي كان في المشفى لزيارة أمه لحظة وجود المصابين، مجرياً حديثاً معهم ومعبراً عن أسفه وحزنه حيال ما أصاب الشباب العربي الذين يتركون بلدانهم نتيجة فساد وظلم الحكومات العربية.
وظهر أحد المصابين السوريين بحروق بليغة بيده عندما أراد إطفاء حريق المحرك بمحاولة يائسة للحيلولة من إيقاف غرق الزورق، وفق المقطع.
وقال علي في المقطع المصور بأنه يشعر أنه وليد اليوم وبداية عمر جديد بعد نجاته ومشاهدته قارب خفر السواحل، راوياً تفاصيل الرحلة الأليمة، وأن الإنسانية لا تعرف الفرق بين البشر.
الجدير ذكره إلى أن عائلة الشاب السوري اضطرت لمغادرتها بلدتها الهبيط جنوبي إدلب إثر تهجيرها أهالي البلدة جراء قصف قوات النظام والطيران الروسي، لتلجأ إلى لبنان قبل عشر سنوات تقريباً، وفق أحد الأقارب الذي تواصل معه المركز الصحفي السوري
تقرير إنساني/ طارق الجاسم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
Heya i’m for thе primary time here. I fⲟund this board and I in finding
It truly helpful & it helped me out a lot. I hope tߋ provide one thing back and aid others such as you helped me.
الْحٍمَدٍ للـّہ عل السلامة
وحسبنا •اللّـہ̣̥ ونعم ااوكبا