فارس الرفاعي- زمان الوصل
ما إن بدأ الثوار يقتربون من مطار “أبو الظهور” الواقع جنوب شرق مدينة معرة النعمان بريف إدلب حتى بدأ ناشطون يتداولون على صفحات التواصل الاجتماعي اسم قائد هذا المطار “العميد إحسان الزهوري” الذي ينتمي إلى أكبر عائلة في القصير قدمت أكثر من 100 شهيد في الثورة.
ولكن الزهوري تنكّر لدماء الشهداء، وآثر الانحياز إلى قاتلهم، ونشرت صفحة “نسور مطار أبو الظهور” صورة له بالعباءة العربية والحطة وراء مكتبه كتب تحتها “سيادة العميد إحسان قائد مطار أبو ظهور أثناء لقائه وفد العشائر: نحن مستعدون للدفاع عن أرضنا بشتى الوسائل وكما عهدتمونا النصر تلو الآخر ولن نتوانى عن استهداف المسلحين أينما وجدوا ومن قلب مطار أبو الظهور العسكري قادمووووون”.
وفي صورة أخرى بدا باللباس العسكري وحوله مجموعة من العناصر، وكتب تحتها “العميد الطيار إحسان الزهوري وأبطال جيشنا البواسل بعد تحرير قرية تل سلمو من رجس الإرهاب الكافر”.
أحد الناشطين من عائلة الزهوري، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، روى لـ”زمان الوصل” كيف قبض الثوار على العميد الزهوري في بداية الثورة قائلاً: “بعد أن دخل إلى القصير خلسة صادر الثوار سيارته وسلاحه الفردي الذي كان بحوزته واقتادوه إلى مقرهم “غرب العاصي” وهناك–كما يقول الزهوري– تدخل صهر له يُعرف بأبي بحر الذي استشهد فيما بعد للإفراج عنه وإعطائه فرصة للانشقاق، وهذا الكلام –للتوضيح– كان في بداية الثورة أي عام 2011، فآنذاك كانت هناك انشقاقات بين صفوف الضباط من مختلف الرتب وكانت الثورة المسلحة في بدايتها، ولم يكن هناك حتى طيران يقصف بهذه الوحشية المعروفة عنه اليوم”. ويردف الناشط الزهوري: “بعد أن تم الإفراج عن العميد الزهوري أخذ عائلته وخرج من القصير، ولم يعد إليها بعد ذلك، وكان يخدم كطيار في مطار الشعيرات آنذاك قبل أن يتم نقله إلى مطار أبو الظهور الذي استلم قيادته فيما بعد.
ولمّح محدثنا أن للعميد الزهوري صهرين – زوجي شقيقتيه- شهيدين، وكذلك زوج ابنة شقيقه الذي توسط للإفراج عنه شهيد أيضاً إلا أنه ظل يجاهر بالعداء للثورة حتى أنه طوّع ابنين من أبنائه في الجيش الأسدي عند قيام الثورة نكاية بأهل القصير المؤيدين لها”.
وكشف الناشط الزهوري أن العميد المذكور “كان أثناء الثورة يتواصل مع رئيس مفرزة الأمن العسكري، ويعطي النظام إحداثيات مواقع لقصفها من بيوت أقربائه”.
ويضيف الناشط الزهوري:”أنا أحد الناس الذين بلغ عنهم، وأعطى إحداثيات منزلنا وبراد الخضار الذي كنا نملكه وسط القصير، وتم ضربهما من طائرة وتسويتهما على الأرض”