لم يكن النظام السوري وحده، يستطيع الاستمرار في قمع معارضيه، حتى يومنا هذا دون وجود العديد من الميليشيات العسكرية، التي تدعمه وتشاركه في جرائم الحرب التي يرتكبها في سورية منذ سنوات.
فهناك العديد من الميليشيات السورية المحلية، وأخرى أجنبية، من إيران والعراق والأفغان، تدعم هذا النظام بانتشارها في ربوع المناطق السورية، وتمتعها بقوة وأعداد كبيرة، تفاصيل أكثر في تقرير “ساسة بوست” الذي يعرض أبرز عشر ميليشيات تقاتل إلى جانب النظام السوري. نبدأ بالميليشيات السورية وهي:
ميليشيا الدفاع الوطني
قامت هذه الميليشيات بارتكاب جرائم عدة، وحملتها المؤسسات الحقوقية السورية المسئولية عن تسع مجازر، منها مذبحة مدينة البيضة في بانياس، إذا تؤكد هذه المؤسسات أن “قوى الدفاع الوطني” أنشأت أصلا بهدف إعفاء القوات الحكومية النظامية من مسؤوليتها عن المجازر التي ارتكبت في ربوع سوريا.
وتشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن: “إنشاء هذه المجموعة كان ناجحًا، كما أنها لعبت دورا حاسمًا في تحسين الوضع العسكري للقوات الحكومية في سوريا من صيف 2012، عندما توقع العديد من المحللين أن سقوط نظام الأسد بات قريبا”.
لواء «درع الساحل»
الهدف من إنشاء هذا اللواء حماية القرى العلوية الواقعة في المناطق الساحلية، إذ يقدم النظام رواتب مغرية لعناصره تصل إلى 40,000 ليرة سورية ( 200 دولار تقريبًا)، كما تدفع إيران إلى كل مقاتل شهريًا 100 دولار أمريكي، وتشير مصادر سورية إلى أن اللواء يضم الفارين من الخدمة الإلزامية في جيش النظام، والمتخلفين عن الخدمة الاحتياطية، وأعدادا من الجنائيين، موزعين بين قرية صنوبر القريبة من مدينة جبلة، وقرية “صطامو”.
كتائب البعث
تم تشكيل هذه الكتائب في حلب، بقيادة هلال هلال الأمين القُطري المساعد، فبعد أن سيطرت المعارضة على غالبية النصف الشرقي من حلب )2012) وجد النظام ضرورة لتشكيل هذه الميليشيا، ويخضع النظام السوري كتائب البعث كغيرها من الكتائب لدورات عسكرية وتدريبية، ويزودهم بالسلاح والمناورات العسكرية ثم يدفع بهم إلى ساحات القتال مع المعارضة المسلحة والمدنيين السوريين.
ميليشيا «صقور الصحراء»
يقاتل في صفوف “صقور الصحراء” عناصر قتالية مدبرة وذات خبرات عسكرية عالية، منهم ضباط وعناصر متقاعدة في الجيش ومتطوعون من الشباب السوري، يستخدم هؤلاء في قتالهم سلاح متطور كرشاشات دوشكا وعربات مصفحة، وهي ميليشيا مختصة في نصب الكمائن وتنفيذ المهمات الخاصة الصعبة.
وما يميز هذه اللواء أنه يلعب دورا رئيسا في حماية منابع النفط والغاز في سورية، ويصنفه عسكريون على أنه: “بمثابة مؤسسة عسكرية لحماية منابع النفط والغاز، وهي قوات مدربة ومجهزة بشكل عالي المستوى”، كما أنها تقوم بحماية أكبر مخزن للأسلحة في سورية (مخزن مهين). وتنوه المصادر السورية أن “صقور الصحراء” خسرت عددًا كبيرًا من جنودها يقدر بالمئات خلال المعارك في منطقتي “حجار والشاعر”.
ميليشيا «مكتب الحماية السرياني»
أثارت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على بلدة مهين بحمص مخاوف سكان قرية “صدد” ذات الغالبية المسيحية، من أجل ذلك شكلت قوات “السوتور” عام 2013 أو الحماية كما تسمى باللغة السريانية لحماية المناطق المسيحية بشكل عام.
تلقت هذه الميليشيا تدريبات عسكرية، وحصلت على السلاح، من القوات الكردية في سورية، وهي تتبع إلى المجلس العسكري السرياني، وتنتشر في مدينة القامشلي والمالكية “ديريك”، وتعتبر هذه القوات أن التصدي لـ”تنظيم الدولة”، و”جبهة النصرة” من أهم أهدافها، وطالت هذه الميليشيا الاتهامات بأنها وراء نهب وسرقة العديد من البلدات المسيحية الواقعة شمال شرق سورية.
وتشير المصادر السورية إلى أنه في الآونة الأخيرة: “أخذ «مكتب الحماية ـ السوتورو» يتوسع في التواجد على الأرض في معارك الحسكة، مع ازدياد عدد عناصره الذين يتميزون بالتدريب النوعي والعتاد المميز”.
أما من أبرز الميليشيات الأجنبية التي تقاتل بجانب النظام السوري:
لواء القدس الفلسطيني
يعتبر هذا اللواء أكبر وأهم الميليشيات الأجنبية، التي تقاتل لصالح النظام السوري في مدينة حلب، شكل هذا اللواء الفلسطيني محمد سعيد بعد اندلاع الثورة السورية بوقت قصير، ويتكون اللواء من أبناء مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين، ومخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، فقد استغل النظام السوري فقر هؤلاء وحاجتهم إلى الأمان كلاجئين فلسطينيين، وخصص لهم رواتب تصل إلى نحو 40 ألف ليرة سورية في الشهر، أي ما يوازي نحو 180 دولارًا أميركيًا.
هؤلاء مقاتلون مدربون جيدًا، لكونهم من صفوف حركة فتح الانتفاضة وحركة الجبهة الشعبية القيادة العامة، ويعمل النظام السوري على تقوية هذا اللواء، بزيادة عدد عناصره ودعمه بالسلاح، للتمكن من فرض قوته على جبهات القتال الساخنة شمال حلب، خصوصًا في بلدتي سيفات وباشكوي.
لواء «فاطميون»
جندت إيران الآلاف من اللاجئين الأفغان المقيمين على أراضيها، للقيام بمهام قتالية في سوريا تحت إشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني، أغرتهم بالمال فخصصت للمقاتل راتب شهري مقداره 600 دولار أميركي، ومنحتهم إقامات وتسوية لأمورهم في إيران، ومن ثم تم تدريبهم وتسليحهم من قبل فيلق القدس، وهم يعتبرون جزءا من “حزب الله أفغانستان” ويتمركزون جنوبي سوريا.
وتشير مصادر سورية إلى أن القيادي العسكري الشيعي الأفغاني علي رضا توسلي، هو قائد اللواء، ويعرف عن توسلي الذي قتل في مارس الماضي أنه رجل قاسم سليماني في سوريا.
الحرس الثوري الإيراني:
يقول نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي أن: “القوات الإيرانية متواجدة في ساحات القتال في سوريا”، وأضاف: “الجيش السوري بحاجة إلى مكمل دفاعي وهو اليوم يتمثل بقوات التعبئة السورية، وعلى أساس خبراتنا نقلنا التجربة الإيرانية إلى الجيش السوري وساعدنا في إنشاء قوات التعبئة السورية.”
هؤلاء الإيرانيين الذين تشع جثامينهم بين الفنية والأخرى، تخفيهم إيران، إذ تكشف مصادر إعلامية أن إيران خسرت في سوريا “ستين جنرالًا رفيع المستوى”، و لم تُعلن رسميًا سوى عن أسماء 18 منهم من المقربين من القيادة الروحية الإيرانية.
حزب الله اللبناني
ويقدر تعداد من يقاتلون تحت لواء الحزب بنحو 5 آلاف مقاتل، يتواجد هؤلاء في الجبهات المشتعلة، ويتلقى كل مقاتل منهم 500 دولار أميركي، وتذكر مصادر سورية أن: “حزب الله قاد عملية احتلال القصير ورفع راياته، ووزع أنصاره الحلوى في ضاحية بيروت الجنوبية احتفالا بما سمّوه نصرًا، وشارك بقوة في اقتحام بلدات القلمون، وهو متهم بالمشاركة في ارتكاب المجازر بدرعا، والبيضا ببانياس، ومجازر في ريف اللاذقية.”
وتكمن قوة هذه الميليشيا بارتباطها الجغرافي مع قيادة الحزب ومعسكراته في لبنان، حيث يؤمن سرعة وصول الدعم البشري، والأسلحة لمقاتليه في سوريا، لخبرته القتالية مع الاحتلال الإسرائيلي.
لواء «أبو الفضل العباس»
ويُقدر عدد عناصر هذا اللواء الذي يقوده اللواء أبو هاجر العراقي بنحو 4800 مقاتل ويتلقى العنصر الواحد راتبا شهريا بقيمة 500 دولار أميركي، وانضم إلى هذا اللواء بعض الألوية قليلة العدد من المقاتلين منها لواء اللطف ولواء المعصوم.
ساسة بوست