اتسع نطاق الخلاف بين تركيا وهولندا ليشمل دولا أوروبية أخرى بشأن الدعاية للاستفتاء المقرر أن تنظمه منتصف الشهر القادم. وطلبت الدانمارك تأجيل زيارة رئيس الوزراء التركي، بينما دعت فرنسا إلى احتواء التصعيد.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في خطاب له اليوم الأحد في إقليم قوجه إيلي قرب إسطنبول– إن هولندا تتصرف وكأنها “جمهورية موز”، وانتقد الدول الأوروبية لعدم انتقادها أسلوب معاملتها لوزراء أتراك، وطالب المنظمات الدولية إلى فرض عقوبات على هولندا.
وكان أردوغان لوح قبل ذلك بمنع دبلوماسيين هولندنيين من دخول تركيا، وأعلنت أنقرة أنها لا ترغب حاليا في عودة السفير الهولندي من إجازته. وخلال لقاء عقده اليوم مع أفراد من الجالية التركية في مدينة ميتز الفرنسية، هاجم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هولندا ووصفها بأنها عاصمةالفاشية في أوروبا.
كما هاجم جاويش أوغلو رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، وقال إنه تصرف بصلف ووقاحة بعد منع طائرة الوزير التركي من النزول في مطار روتردام، وبعد طرد وزيرة شؤون الأسرة التركية التي حاولت دخول هولندا عبر البر، وتفريق مواطنين أتراك تظاهروا برواتردام.
وقال خلال حديثه لصحفيين أتراك في فرنسا إن ما جرى يعد إخلالا بمعاهدة فيينا، وأكد أن أي اعتذار من هولندا ليس كافيا، وتوعد بالاستمرار في اتخاذ إجراءات عقابية ضدها.
لكن رئيس الوزراء الهولندي طالب بدوره اليوم تركيا بالاعتذار عن وصف ساسة بلاده بالنازيين، وقال إن بلاده سترد إذا واصل الأتراك في هذا المنهج.
وقد حملت الخارجية الهولندية اليوم السلطات التركية المسؤولية عن سلامة الدبلوماسيين الهولنديين في تركيا، وذلك بعد مظاهرة خرجت مساء السبت أمام القنصلية الهولندية في اسطنبول، وبعد رفع العلم التركي فوقها لفترة وجيزة.
وأكدت مصادر من الرئاسة التركية أن مسؤولي القنصلية الهولندية هم من غير الأعلام. وفي أنقرة شُددت الإجراءات الأمنية في محيط مباني السفارة الهولندية، وأبقت هولندا مبانيَ سفارتها وقنصليتها فيها مقفلة.
وقال مراسل الجزيرة محمد البقالي إن الأحزاب السياسية الهولندية تقف إلى جانب الحكومة في المواجهة بينها وبين تركيا. وفي سياق الأزمة توعد زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز باتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين في حال فوز حزبه في الانتخابات التشريعية.
المصدر:الجزيرة