في المنطقة الإسلامية قوتان هامتان وحيويتان هما تركيا وباكستان بالإضافة إلى ماليزيا الأولى قوة اقتصادية وتكنولوجية واعدة وصاعدة وهي مستمرة في بذل جهود جبارة للتحول إلى قوة تصنيع متقدم في الجانب التقني والعسكري، تركيا تصنع دبابات وغواصات وطائرة بلاك هوك تماثل طائرة الأباتشي الأمريكية وربما تتفوق عليها، وغيرها من الصناعات التكنولوجية مدنيا وعسكريا بالإضافة إلى امتلاكها جيشا قويا وكبيرا ومنظما حسن التدريب والقتال، كما تمتلك مفكرين استراتيجيين عظماء كأمثال أحمد دَاوُدَ أوغلو.
باكستان دولة نووية قوية وتصنع طائرات ودبابات وصواريخ حاملة لرؤوس نووية بعيدة المدى ولديها سابع أقوى جيش في العالم تدريبا وقتّالا خاض سبعة حروب مع الهند ببسالة عالية.
وما يجمع هاتين القوتين هو سلامة المعتقد الإسلامي وسويته وحسن الفهم الواعي للإسلام ومبادئه وقيمه ولديهما مفكرون إسلاميون أفذاذ منهم الأحياء ومنهم من رحلوا إلى ربهم.
هاتان القوتان بإمكانهما العمل المشترك من أجل تطوير قدراتهما الدفاعية العسكرية والتكنولوجية ويمكن أن يسهم خبراؤهما ومخترعوهما في تطوير قدراتهما المختلفة عسكريا ومدنيا، الأمر الذي سينتج مزيجا من القوة المشتركة القادرة على مواجهة التحديات ضد العالم الإسلامي بحزم واقتدار، ويبدو أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لباكستان والترحيب الودي الكبير به من قبل قادة باكستان الإسلامية وشعبها تصب في هذا الاتجاه، كما أن رئيس هيئة الأركان التركي خلوصي أكار كان التقى في سياق هذه الزيارة بنظرية الباكستاني وعدد من القادة العسكريين الباكستانيين، وقد تناول أكار مع القادة العسكريين الباكستانيين، كيفية تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، إضافة إلى سبل التشارك في صناعة وإنتاج المعدات العسكرية والقتالية.
كما تباحث أكار مع نظيره الباكستاني التعاون في مجال التعليم العسكري وتبادل الخبرات والتجارب بين البلدين، الأمر الذي سيعزز من قدرات قوتين إسلاميتين هامتين في العالم الإسلامي ويجعل عملهما المشترك بمثابة القاعدة التأسيسية لمواجهة المؤامرات الدولية ضد المسلمين ومحاولة تقسيم بلدان العالم الإسلامي وإضعاف العالم الإسلامي السني وتذويبه ومواجهة اللعبة الدولية بصيغتها الإيرانية وفكرها الشيعي المتطرف ومليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
رداد السلامي – خاص ترك برس