عزم تركيا على الدخول في علاقة استراتيجية مع السعودية، يحقق أهداف البلدين والتوازن المطلوب بينهما كما رأى محللون وكتاب، ينظرون إلى البلدين الكبيرين بوصفهما مركزي ثقل كبيرين يمتلكان القدرة والإرادة والرغبة المشتركة في إحداث هذا التوازن، وإلجام أي طرف يسعى نحو مغامرات سياسية من شأنها أن تزج بالمنطقة في أتون صراعات سيخرج الجميع منها خاسرين.
الصحفي والكاتب السعودي “حميد المانع”، أشار في مقالة له نُشرت عبر صحيفة “الوطن أون لاين”، بعنوان “شكرًا إردوغان”، إلى أن “العلاقات العميقة والوثيقة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية قادرة على إرساء دعائم تعاون راسخ واسع المجال سيجعل أي مغامر يجترئ على مصالح أي من البلدين أو سيادتهما الوطنية يفكر مرات ومرات قبل أن يقدم على أي تصرف أخرق”.
ولفت المانع إلى أن الشعب السعودي مقبل بقوة على العلاقة بيم تركيا والسعودية، وسعيد بها ويرى فيها آفاقاً بالغة الأهمية لبلاده عليها أن ترتادها، وأنه “لن ينسى للرئيس التركي رجب طيب إردوغان لفتته الراقية في قمة مجموعة العشرين الأخيرة، حين تأخر وأخر الرئيس الأميركي معه وكبار زعماء العالم من أجل أن يدخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله القاعة أولاً”.
وأشار الكاتب السعودي أنه ما من شك في أن لفتة الرئيس أردوغان “ستنعكس بقوة على أداء رجال الأعمال السعوديين والأتراك الذين هيأت لهم هذه اللفتة أجواء مبشرة بوسعهم أن ينخرطوا -في ظلها- في شراكات قوية تعزز التعاون الاقتصادي والتجارة البينية النشطة بين البلدين التي تتجاوز 24 بليون ريال، بحسب تصريحات معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، وهو رقم مرشح لوثبات جديدة في ظل التقارب المتزايد بين البلدين، والأجواء المشجعة التي سعى الرئيس التركي إلى تعزيزها بمثل هذه اللفتة المؤثرة التي تعني الكثير في عالم السياسة، ولا تمر مرور الكرام”.
وأردف المانع قائلًا: “بوسعنا أن نعد قمة العشرين الأخيرة، سواء من خلال ما أحرزته القمة من تقدم، وما خرجت به من توصيات مهمة، أو من خلال بادرة الرئيس التركي الدالة، منعطفاً جديداً كبيراً بالغ الأهمية في مسار العلاقات بين الجمهورية التركية وبلدنا، بل منعطفا جديدا في مسار العلاقة بين الشعبين السعودي والتركي اللذين أثبتا تجربة التعايش بينهما سواء هنا في المملكة من خلال إخوتنا الأتراك الوافدين للعمل أو الزيارة، أو من خلال رحلات السياحة السعودية النشطة للجمهورية التركية، حالة من التناغم والتفاهم والرغبة المتبادلة في العيش المشترك، وهو ما نحن ماضون إليه بقوة ورغبة مشتركة بين قيادتينا وشعبينا”.
ترك برس