ورغم أن الاقتراح لا يبدو أنه مكتمل الأركان في مخيلة المرشح الجمهوري، لا سيما أن ترامب لا يبدو أن لديه خطة واضحة لتنفيذ المقترح، إلا أنه قوبل بتصفيق وهتاف حارّين عند طرحه أمام تجمع انتخابي لأنصاره، مساء أمس الأربعاء.
وأوضح ترامب أن دوافع إنشاء المناطق الآمنة هي دوافع إنسانية بحتة، ويجب إعطاء تلك المناطق الأولوية في التركيز على إقامتها، بالتوازي مع محاولة إيجاد حلول وعقد صفقات لإنهاء المشاكل الأخرى التي قال إنها عديدة.
ودعا إلى تحمل دول مجلس التعاون الخليجي تكاليف إقامة المناطق الآمنة في سورية، لأن لدى هذه الدول، على حد تعبيره، كميات هائلة من الأموال، في حين أن الولايات المتحدة وصلت مديونيتها، حسب قوله، في الوقت الحالي إلى 19 تريليون دولار أميركي.
ولمح ترامب إلى أن إقامة مناطق آمنة في سورية سيعود بالفائدة على الولايات المتحدة كوسيلة إنسانية لمنع تدفق اللاجئين إلى الأراضي الأميركية. واستشهد ترامب بالوضع الحالي في ألمانيا، مدعيا أن قدوم اللاجئين تسبب في خلق مشكلات إضافية للبلد المضيف. وقال ترامب لو أن الزمن عاد بألمانيا عشرين عاما إلى الوراء لما قبلت باستقبال اللاجئين، ونحن لا نريد أن نكرر الخطأ ذاته.
وكرر اقتراحه بفرض حظر دخول إلى الولايات المتحدة على القادمين من البؤر الساخنة، واتهم ترامب الرئيس الحالي باراك أوباما بأنه غير مدرك لفداحة المشكلة ويريد فقط أن يكون على صواب من الناحية السياسية، وما يزال مصرّا على مجاملة الآخرين بتجنب استخدام مصطلح “الإرهاب الإسلامي”.
أما منافسته المحتملة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، فقد كرر وصفها بالمحتالة، قائلا إنها أعلنت قبولها للمصطلح ولكنها لن تستخدمه، وسوف نراقب مدى استعمالها لهذا المصطلح في خطاباتها.
يشار إلى أن ترامب، خلال حملته الانتخابية، أعلن مرارا معارضته لأي تورط عسكري أميركي في سورية شبيه بالتورط في العراق في عهد الرئيس جورج بوش، لكنه أكد أنه قادر على توجيه ضربات قاصمة لتنظيم “داعش” بأقصى سرعة، أو ترك التنظيم يتصارع مع نظام الأسد، لأن كليهما عدو للولايات المتحدة، ولا ضرر- من وجهة نظره- أن يضرب عدو لأميركا عدواً آخر لها.
العربي الجديد