قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب إن هناك “تناغما رائعا” بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، موضحا انه “حل الجزء الاكبر” من المشكلة النووية الكورية الشمالية.
وأعلن ترامب للصحافيين امام البيت الابيض أنه اعطى الزعيم الكوري الشمالي رقم هاتفه “الخاص” وقال “بات يمكنه (كيم) الاتصال بي اذا ما واجه اي مشكلة”.
وتابع الرئيس الاميركي “هذا امر مهم جدا”، مضيفا “نحن على تواصل”.
وفي رسالة عبر الفيديو بثها لاحقا البيت الابيض قال ترامب إن القمة التي عقدها الثلاثاء مع زعيم كوريا الشمالية في سنغافورة كانت “صريحة ومباشرة ومثمرة جدا”.
وقال ترامب “اذا ما كانت هناك فرصة للسلام، اذا ما كانت هناك فرصة لانهاء التهديد المروع الذي يطرحه النزاع النووي، فعلينا ان نسعى اليها مهما كلف الامر”.
وقابل العديد من المراقبين بالشك نتائج قمة سنغافورة التي وقّع خلالها كيم وترامب تعهدا “بالعمل من اجل النزع الكامل للاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية”.
ولم يقم كيم حتى الان بأيّ خطوة ملموسة لتفكيك برنامجه النووية.
وأشار ترامب الى ان وزير خارجيته مايك بومبيو “سيعمل بشكل مباشر مع كوريا الشمالية” في الاسابيع والاشهر المقبلة من اجل “تطبيق اتفاق نزع السلاح النووي”.
واضاف “في الوقت الراهن ستبقى العقوبات قائمة”.
ويبدو ان قرار ترامب الاحادي لخفض التوتر، من خلال الغاء التدريبات العسكرية المشتركة “الاستفزازية” بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، قد فاجأ مسؤولين في وزارة الدفاع وكذلك سيول.
وصرح ترامب للصحافيين “لقد قمت بحل تلك المشكلة”، مضيفا “نعمل حاليا على اعداد وثائقها، لقد تم حل الجزء الاكبر من تلك المشكلة”.
واضاف اثناء زيارة مفاجأة لطاقم تلفزيوني كان يعمل في حديقة البيت الابيض “لقد وقعنا وثيقة جيدة لكن الاهم من تلك الوثيقة هو ان علاقتي به جيدة”.
– “سبيل جديد محتمل للسلام-
والجمعة رحّب وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس بايجاد “سبيل جديد محتمل للسلام” مع كوريا الشمالية، محذرا من ان الولايات المتحدة يجب أن تبقى متيقظة حيال دول تسعى لامتلاك السلاح النووي.
الا ان ترامب حرص على الاعلان عن نصر دبلوماسي سريع، كما ان وقف التدريبات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية هو تنازل كبير لبيونغ يانغ والصين.
ودان عدد من معارضي ترامب داخل بلاده قراره وقف ما وصفها ب”العاب الحرب” مع كوريا الجنوبية – مستخدما مصطلحا سلبيا لوصف التدريبات العسكرية رفضه المسؤولون العسكريون في السابق.
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين “ان تقديم تنازلات غير ضرورية دون مقابل ليس في صالحنا كما انه تكتيك تفاوضي سيئ”.
واضاف “ان تكرار ما يقوله الاعلام الصيني والكوري الشمالي عن التدريبات المشتركة بأنها +استفزازية+ يقوّض امننا وتحالفاتنا”.
وتجري القوات الاميركية والكورية الجنوبية تدريبات عسكرية منذ عقود، كما انها تتدرب بشكل روتيني على عمليات الانزال البحري والضربات القاضية الاستباقية التي تستهدف نظام كوريا الشمالية، وغيرها من التمارين.
وتثير هذه التدريبات غضب بيونغ يانغ. وعقب تمارين العام الماضي اطلقت كوريا الشمالية صواريخ بالستية فوق اليابان ما اثار استياء عالميا وادى الى تصعيد في الحرب الكلامية بين ترامب وكيم.
ويبدو ان هذه الحرب الكلامية انتهت الان. ومنذ القمة اغدق ترامب المديح على كيم الذي كان معزولا عالميا ومتهما بتعذيب وتجويع عشرات الالاف من مواطنيه.
– تصريح ساخر –
والجمعة، عاد ترامب الى الاشادة بكيم في حديث تحول الى مقابلة طويلة غير مقررة مع برنامجه التلفزيوني المفضل “فوكس اند فريندز”.
وقال “إنه رئيس البلاد، واعني انه رئيس قوي … يجب ان لا يعتقد اي شخص غير ذلك”.
واضاف “انه يتحدث، وشعبه يستمع اليه بانتباه. اريد من شعبي ان يفعل الشيء نفسه”.
لكنه قال للصحافيين لاحقا ان تصريحاته بشأن استماع الاميركيين اليه بانتباه هي “من باب السخرية”.
وبالنسبة للتدريبات العسكرية قال ترامب انه اراد وقفها قبل وقت طويلة من لقائه كيم في سنغافورة.
دك-بورز/اش-ود/جص
المصدر:فرانس برس