تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإجماع أعضائها الـ193 أمس الاثنين قرارا يطالب بإتاحة “الوصول العادل إلى اللقاحات المستقبلية” لجائحة “كوفيد-19″، في حين أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة أن يتم أي رفع لإجراءات العزل العام بشكل تدريجي. من جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتزامه وقف الهجرة إلى بلاده مؤقتا.
وأكد قرار الجمعية العامة على “الدور القيادي الحاسم لمنظمة الصحة العالمية” التي واجهت في الآونة الأخيرة هجوما غير مسبوق من واشنطن.
والقرار -الذي تقدمت به المكسيك ودعمته الولايات المتحدة- يتمحور حول الاستجابة الصحية لفيروس كورونا المستجد، ويدعو إلى “تعزيز التعاون العلمي الدولي لمكافحة كوفيد-19 وتكثيف التنسيق”، بما في ذلك مع القطاع الخاص.
وتأتي هذه المطالبة بتمكين دول العالم أجمع من الحصول على لقاح لهذه الجائحة الفتاكة، في وقت تخوض فيه العديد من الشركات المصنّعة للأدوية ومختبرات الأبحاث سباقا مع الزمن للعثور على لقاح ناجع، مع ما يرتّب عليها مثل هذا التحدي من عبء مالي كبير.
ويدعو القرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التأكد من أن الموارد المخصّصة تضمن “الوصول العادل والشفاف والمنصف والكفء والفعّال في الوقت المناسب إلى الأدوات الوقائية والاختبارات المخبرية والأدوية واللقاحات المستقبلية لكوفيد-19”.
ويشدد القرار على أهمية أن يكون كل ما سلف “متاحا لجميع المحتاجين إليه، ولا سيما البلدان النامية”.
تدرج
من جهتها، أوصت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء بضرورة أن يتم أي رفع لإجراءات العزل العام المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد، تدريجيا. وقالت إنه إذا جرى تخفيف القيود قبل الأوان فستكون هناك عودة للعدوى.
وقال المدير الإقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادي في المنظمة العالمية تاكشي كاساي إن إجراءات العزل العام أثبتت فعاليتها، وإنه ينبغي على الجميع الاستعداد لأسلوب حياة جديد يسمح للمجتمع بالعمل مع استمرار جهود احتواء الفيروس.
وأضاف كاساي في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، أن عملية التكيف مع الجائحة ستكون هي الوضع الطبيعي إلى حين اكتشاف لقاح للفيروس.
وأعلنت منظمة الصحة اليوم أنه لا يمكن حاليا تحديد مصدر فيروس كورونا المستجد. وقال كاساي إنه لم يتم التوصل إلى نتائج حتى الآن، لكنه قال إن الأدلة المتوافرة تشير إلى أصل حيواني للفيروس.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الأسبوع الماضي إن حكومته تحاول تحديد إن كان فيروس كورونا قد نشأ في مختبر بمدينة ووهان وسط الصين.
الهجرة لأميركا
وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس ترامب مساء الاثنين أنه سيوقّع أمرا تنفيذيا “لتعليق الهجرة مؤقتا” إلى البلاد، بقصد “حماية وظائف” المواطنين الأميركيين في ظل التداعيات الاقتصادية لجائحة “كوفيد-19”.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر إنه “في ضوء هجوم العدو الخفي، وفي ظل الحاجة إلى حماية وظائف مواطنينا الأميركيين العظماء، سأوقّع على أمر تنفيذي لتعليق الهجرة مؤقتا”.
وسجّلت الولايات المتحدة مساء الاثنين وفاة 1433 شخصا جراء فيروس كورونا خلال 24 ساعة، في انخفاض بالمقارنة مع الحصيلة المسجلة في اليوم السابق، بحسب بيانات لجامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات نشرتها الجامعة -التي تُعتبر مرجعا في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا- أن الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن الوباء في هذا البلد ارتفعت إلى 42094 وفاة.
رفع جزئي بالعراق
وفي العراق، شهدت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات اليوم الثلاثاء رفعا جزئيا لحظر التجول، بعد السماح لبعض القطاعات باستئناف عملها خلال ساعات محددة.
وكانت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية قد أعلنت في وقت سابق عن جملة قرارات، من ضمنها رفع الحظر عن البلاد خلال شهر رمضان، ضمن جهودها لمكافحة جائحة كورونا في البلاد.
وشهدت شوارع بغداد مع ساعات الصباح الأولى عودة الحركة إليها بشكل ملحوظ، وكذلك عودة حركة الأسواق إلى سابق عهدها، وسط مخاوف من توسع تفشي الفيروس الذي أربك الحياة العامة في البلاد، وأثر بشكل واضح على شريحة واسعة من العراقيين خاصة أصحاب الدخل المحدود.
وفي آخر تحديث للموقف الوبائي الخاص بجائحة كورونا في العراق، أعلنت وازارة الصحة أمس الاثنين تسجيل 35 إصابة جديدة، ليصل إجمالي الإصابات إلى أكثر من 1500 إصابة.
الإصابات عالميا
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء إن إصابات كورونا في البلاد ارتفعت إلى 13883 إصابة، منها 181 وفاة، وذلك بعد تسجيل 170 إصابة و4 وفيات خلال ساعات الليلة الماضية.
وفي تركيا، أعلنت وزارة الداخلية اليوم فرض حظر التجول لمدة أربعة أيام تبدأ بعد غد الخميس في 31 ولاية، بينها أنقرة وإسطنبول وأنطاليا، ضمن جهود الحد من انتشار جائحة كورونا.
كما تفتح المحلات التجارية أبوابها بين التاسعة صباحا والثانية ظهرا يومي الخميس والجمعة (خلال فترة الحظر) بسبب دخول شهر رمضان، بشرط شراء المواطنين من أقرب محل، وفق التعميم.
وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه إن المدن الطبية ثورة للحفاظ على صحة البشرية. جاء ذلك في تغريدة على “تويتر” تعليقا على افتتاح المرحلة الأولى من مدينة “باشاك شهير” الطبية في إسطنبول أمس الاثنين.
وأضاف قوجه أن المدينة الطبية تعد المستشفى ذا الطاقة الاستيعابية الأكبر لأقسام العناية المشددة، على مستوى أوروبا. وأوضح أن المدينة الطبية تضم في بنيتها 8 مستشفيات مختلفة، وستعزز النظام الصحي للبلاد عبر إمكاناتها المتقدمة.
ونشر الوزير مقطع فيديو يستعرض ميزات مدينة “باشاك شهير” الطبية، مشيرا إلى أن المدن الطبية من أهم أدوات تركيا في مكافحة وباء كورونا.
وفي ألمانيا، أظهرت بيانات معهد “روبرت كوخ” للأمراض المعدية اليوم الثلاثاء أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا ارتفع بواقع 1785 إلى 143 ألفا و457 إصابة، بما يمثل زيادة طفيفة في عدد الإصابات الجديدة بعد يومين من التراجع.
وكانت الإصابات الجديدة زادت بواقع 1775 أمس الاثنين. وأظهر إحصاء المعهد اليوم أن عدد وفيات الفيروس في ألمانيا زاد بواقع 194 إلى 4598 وفاة.
وفي المغرب، أعلنت السلطات إقالة مدير سجن في جنوبي البلاد شهد تسجيل 66 إصابة بفيروس كورونا.
وقال بيان للمديرية العامة للسجون مساء أمس الاثنين إن اختبارات كورونا التي جرت بالسجن المحلي في ورزازات (جنوب)، كشفت عن إصابة 60 موظفا و6 سجناء.
وأضاف أن المندوبية (المديرية) قررت إخضاع جميع نزلاء السجن للاختبار الخاص بالفيروس من أجل تحديد الإصابات، مضيفا أن الموظفين والسجناء المصابين سيخضعون للبروتوكول الاستشفائي المعمول به في البلاد، كما سيخضع الموظفون غير المصابين لتدابير الحجر الصحي.
وحتى مساء الاثنين، سجل المغرب إجمالا 3046 إصابة، بينها 143 وفاة و350 حالة تعافٍ.
وإجمالا أصاب فيروس كورونا نحو 2.5 مليون شخص في العالم، توفي منهم ما يزيد على 170 ألفا، بينما تعافى أكثر من 652 ألفا، وفق موقع “وورلد ميتر” المختص برصد ضحايا الفيروس.
نقلا عن الجزيرة