الرصد السياسي ليوم الجمعة (9 / 9/ 2016)
رد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على تصريحات روسية حول عملية “درع الفرات”، بأن القوات التركية تدخلت في سوريا استجابة لرغبة الشعب السوري.
وقال أردوغان في تصريحات للصحفيين اليوم، الخميس 8 أيلول، إن “دخولنا إلى سوريا هو استجابة لدعوة الشعب السوري، ولسنا في موضع يحتم علينا أخذ إذن من نظام قتل 600 ألف إنسان من شعبه”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية، أعربت أمس عن قلقها من توغل القوات التركية في سوريا وانتهاك ما أسمته “السيادة السورية”، بالرغم من تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو كانت على اطلاع بالعملية التركية في سوريا.
أردوغان أكد أنه لم يبق حاليًا وجود لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة جرابلس وبلدة الراعي السوريتين، مؤكدًا استمرار مطاردة فلول التنظيم للقضاء عليه.
وأشار الرئيس التركي إلى أنه لا داعي للكشف عن خطط تركيا في سوريا، قائلًا “لنا خططنا الخاصة وتهدف إلى ضمان أمن الحدود التركية”.
عملية “درع الفرات” في سوريا نجحت في تغيير نظرة العالم تجاه المنطقة، بحسب أردوغان، مؤكدًا أنه لا يمكن بعد الأن تفعيل أي سيناريو في المنطقة دون موافقة تركيا.
وزير الدفاع الأمريكي للروس: دخولكم إلى سوريا أجج “الحرب الأهلية”
في الشأن ذاته انتقد وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، التدخل الروسي في سوريا، مؤكدًا أنه أجج “الحرب الأهلية” والعنف، ولم يساعد في إيجاد حل سياسي.
وأوضح كارتر في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، الخميس 8 أيلول، أن بلاده مستعدة للتعاون مع روسيا لانهاء “النزاع السوري”، إذا ما حصل مسبقًا “وقف فعلي للأعمال العسكرية”.
وأضاف المسؤول الأمريكي “إذا ما تم التوصل إلى اتفاق، فسيكون نتيجة عدد كبير من المراحل، ولاسيما منها وقف الاعمال العسكرية الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى مزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والجيش الروسي”.
ونوه كارتر إلى أن روسيا أعلنت أن تدخلها في سوريا جاء “لمحاربة الإرهاب ومحاولة إنهاء الحرب الأهلية عبر عملية انتقال سياسي”، لكنه استدرك “هذا ما لم تفعله حتى الآن. لقد أججت الحرب الأهلية والعنف، ولم تساعدنا على الاقتراب من حل سياسي يقضي باستقالة بشار الأسد وتشكيل حكومة جديدة تضم المعارضة المعتدلة لخلافته”.
وقال “في نهاية المطاف، لا يمكن أن يتوقف العنف في سوريا قبل حصول انتقال سياسي. وللروس دور أساسي في هذا المجال، وقالوا إنهم جاءوا من اجل ذلك”، مضيفًا “يجب أن يقفوا إلى الجانب الجيد من الأمور، وليس إلى الجانب السيء”، ومؤكدًا أن واشنطن تريد أن يستقيل بشار الأسد “في أقرب وقت ممكن”.
وزير الخارجية التركي: لا عملية انتقالية في سوريا بوجود الأسد
استبعد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إمكانية وجود عملية انتقالية في سوريا تتضمن بشار الأسد، مضيفًا أن عمليات الجيش السوري الحر يجب أن تستمر باتجاه جنوب البلاد، وأن مدينة منبج “ينبغي تطهيرها من الإرهابيين”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير اليوم الخميس، ذكر تشاووش أوغلو أن الفوضى في سوريا ستستمر إذا ظل الأسد في السلطة خلال عملية الانتقال، فهو مسؤول عن “قتل 600 ألف سوري، حتى أنه استخدم غاز الكلور (ضد المدنيين) أمس”.
وصرح تشاووش أوغلو بأن الأسد ضيع فرصة في بداية الأزمة في سوريا عندما رد على مطالب الشعب بالسلاح.
وأكد الوزير التركي أن العملية العسكرية للمعارضة السورية ضد داعش ينبغي أن تستمر باتجاه جنوب البلاد، مضيفًا أن منبج ينبغي أن تُغلق في وجه داعش ويتم “تطهيرها من الإرهابيين”.
كيري ولافروف بجنيف…”تفاؤل حذر” بشأن الاتفاق حول سورية
وصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الجمعة، إلى جنيف، حيث سيلتقي نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في جولة جديدة من المحادثات بينهما سعيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية.
وقال مسؤولون كبار يرافقون كيري في رحلته إن “وزير الخارجية الأميركي ما كان ليتوجه إلى جنيف للقاء لافروف لو لم يعتقد أن هناك فرصة لتحقيق “تقدممطرد”، لكنهم قللوا، في حديثهم إلى الصحافيين على متن طائرة كيري، من إمكانية الوصول لانفراجة نهائية مع لافروف اليوم، بحسب “رويترز”.
وقال مسؤول أميركي كبير لصحافيين: “نحتاج إلى التوصل إلى وضع يكون فيه من الواضح أنه لن يكون هناك حصار لحلب في إطار أي اتفاق مع الروس”.
وأضاف، وفق ما نقلت “فرانس برس”: “إذا استنتجنا أنّنا يمكن أن نصل إلى ذلك، فسنواصل” العمل، مؤكدا أنه يمكن تمديد المفاوضات، لكن ليس إلى ما لا نهاية. وحذر من أنه “إذا وجدنا أن الأمر لا يهدف سوى إلى كسب الوقت، فلن يكون هناك مبرر لدينا للاستمرار”.
وشدد المتحدث على أنه “لا يمكننا أن نضمن في هذه المرحلة أننا على وشك الانتهاء”، مشيرا إلى أن القضايا العالقة تنطوي على أمور فنية كثيرة وبالغة التعقيد.
دي ميستورا: نجاح المفاوضات الاميركية-السورية حول سوريا يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً
اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الجمعة، أن نجاحاً محتملاً للمفاوضات بين الروس والاميركيين حول سوريا، يمكن أن “يحدث فارقاً كبيراً” بالنسبة للمساعدات الإنسانية لكن أيضاً لاستئناف العملية السياسية.
وقال لوسائل الإعلام، أن “النتائج يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً لإعادة العمل بوقف الاعمال القتالية، وأن تترك أثراً كبيراً على المساعدات الإنسانية وعلى الطريقة التي تستأنف بها العملية السياسية”.
وأوضح أنه التقى الخميس على مدى أكثر من ساعة في جنيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
مساع جديدة بين كيري ولافروف بشأن سوريا وأمريكا تحذر من نفاد صبرها
استأنف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة المفاوضات بشأن خطة لوقف إطلاق النار في سوريا وقال مسؤولان أمريكيان إنهما يعتقدان أن التوصل لاتفاق لا يزال ممكنا لكن المحادثات لن تستمر للأبد.
وقلل مسؤولون كبار بوزارة الخارجية الأمريكية في حديثهم إلى الصحفيين على متن طائرة كيري من إمكانية الوصول لانفراجة نهائية مع لافروف يوم الجمعة وإن قالوا إن “تقدما مطردا” حدث في الأسابيع الأخيرة.
وقال مسؤول “نزيح قضايا عن الطاولة بعد أن حدثت انفراجة بشأنها وما زال لدينا قضايا عالقة لم نستطع إغلاقها.”
وأضاف “لا يمكننا أن نضمن في هذه المرحلة أننا على وشك الانتهاء” مشيرا إلى أن القضايا العالقة تنطوي على أمور فنية كثيرة وبالغة التعقيد.
وتدعم الولايات المتحدة وروسيا أطرافا متنافسة في الحرب الأهلية السورية التي لا تلوح بوادر على انتهائها بعد خمس سنوات ونصف جرى خلالها تشريد نصف عدد سكان البلاد. وتدعم موسكو الرئيس بشار الأسد بينما تدعم واشنطن جماعات معارضة وتصر على رحيل الأسد.
وسيكون اجتماع كيري ولافروف هو الثالث في أسبوعين. وتحدث الرجلان عدة مرات عبر الهاتف في محاولة لتقليص هوة الخلافات بينهما بشأن خطة سلام سورية.
وقال مسؤول أمريكي ثان إنه رغم أن كيري سيحاول تحقيق تقدم فإن “للصبر حدود” ولن تواصل الولايات المتحدة ببساطة المحادثات إذا لم يتم التوصل لنتيجة” في وقت قريب نسبيا”.
ورفض المسؤولان ذكر تفاصيل بشأن ما قد تفعله واشنطن إذا انهارت المحادثات.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد