هناك ثلاثة خلافات تلوح بالأفق بين الحكومتين التركية والأمريكية حول موضوع تدريب وتسليح الثوار السوريين الذي عزمت كل من الدولتين بالشروع به، هذه الخلافات التي يمكن دمجها في ثلاثة محاور، أولها: يتعلق بالجهة التي ستحاربها هذه القوات المدرّبة”. حيث ما زالت الإدارة الأميركية تصرّ على أن تكون قوات “تنظيم الدولة” الهدف الرئيس، فيما تحاول تركيا أنّ تضيف قوات نظام الأسد إلى لائحة الأعداء”، مشيراً إلى أنّ “الطرفين المفاوضين توصلا في النهاية إلى نتيجة مفادها: ترك هذا السؤال بدون إجابة خارج الاتفاقية”.
فيما يتعلق الخلاف الثاني ، بـ”هوية أولئك الذين سيتمّ تدريبهم، إذ تصر الإدارة الولايات المتحدة الأميركيّة على اختيار عدد من المقاتلين التي تراهم من الموثوقين، بحسب وجهة نظرها، فيما لا تزال أنقرة تحاول أن تدفع نحو تدريب جميع قوات الجيش السوري الحر وتسليحهم كجزء من الصفقة. وترى أنّهم قد كسبوا الكثير من الخبرة خلال 3 سنوات من القتال، ما يقلّل الوقت الذي سيحتاجونه للتدريب”. و”الطرفين أضاعا الكثير من الوقت في النقاش حول هذا الأمر، ويحاولان الآن التوافق بشكل مبدئي على الدفعة الأولى من المقاتلين”.
وأما الخلاف الثالث فيتعلق بنوعية الأسلحة التي ستقدمها الدولتان، حيث تخشى الإدارة الأميركية أن يوجّه المقاتلون الذين ستقوم بتدريبهم السلاح إليها في وقت ما، في سيناريو شبيه بما حصل في أفغانستان”. لذلك لا تريد واشنطن، وفق المصدر التركي، “تسليح قوات المعارضة السوريّة بأسلحة ثقيلة متطورة، قبل التأكد من قدراتهم القتالية وولائهم، خوفاً من سقوط هذه الأسلحة بيد داعش كما حصل مع الجيش العراقي”.