استضافت جنيف التي تعد مكانا للاتفاقات الدولية للسلام، جولة جديدة تعلقت بالشأن السوري جنيف3 ، وقد علق الكثير من رؤساء الدول والسوريين آمالهم في إيجاد حل للصراع الذي دخل عامه السادس على أساس تطبيق لقرار مجلس الأمن 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر 2015 ووافقت عليه موسكو وواشنطن.
بدأت المحادثات في 29 يناير 2016 لكنها انطلاقة متعثرة منذ أيامها الأولى حيث لا يوجد جدول أعمال محدد ولم يصل المتفاوضون لنقطة تلاق، فقد رفضت هيئة المفاوضات العليا المنبثقة من الرياض المشاركة في المؤتمر من دون أن يبدأ تطبيق لقرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على وقف لإطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المدن والبلدات السورية حيث قال المتحدث باسم هيئة المفاوضات المنبثق عن الرياض رياض حجاب: ” لن ندخل قاعة المفاوضات في جنيف ما لم تتحقق مطالبنا الإنسانية”.
وكان مفاوضو أطراف المعارضة السورية الرئيسية التقوا في اجتماع أولي في جنيف يوم الاثنين المبعوث الأممي دي ميستورا ووصفه الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم مسلط بأنه إيجابي.
وفي يوم الثلاثاء اجتمع دي ميستورا بالوفد الحكومي للنظام وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة بعد الاجتماع إنهم مازالوا في انتظار القائمة الكاملة لممثلي القوى المعارضة المشاركين، وشدد الجعفري على أن الحكومة السورية جاءت لإجراء محادثات دون شروط مسبقة لبدء المفاوضات مع المعارضة.
ولكن إصرار النظام على متابعة القصف الهمجي وبغطاء روسي وكسب مزيد من الوقت قبل محادثات السلام في قتل مزيد من المدنيين واستهداف مواقع للمعارضة السورية جعلت وفد المعارضة ينسحب من المفاوضات ليعلقها دي ميستورا المبعوث الأممي ل25 من الشهر الجاري.
بينما قالت المعارضة إن العملية السياسية مهددة بشكل خطير بسبب الهجمات التي تشنها قوات النظام مدعومة بالضربات الجوية العشوائية الروسية في حلب وحمص واللاذقية ودمشق.
وكانت خمس دول قد أعطت ضمانات مكتوبة للمعارضة بشأن إدخال المساعدات الإنسانية قبل 25 من فبراير وبدء الجولة الجديدة وهذه الدول هي تركيا وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول الداعمة لهيئة المفاوضات.
وقد أبدت الدول الغربية والعربية والمشاركة بالمفاوضات تصريحات بهذا الشأن:
قال دي ميستورا في تصريحات لتلفزيون “ار تي اتس” السويسري: فشل مفاوضات جنيف3 سيقتل الآمال الأخيرة في حل الأزمة السورية.
فيما ألقى وزير الخارجية السعودي اللوم في فشل تعليق المفاوضات على رفض الحكومة السورية التعاون مع البعوث الدولي.
من جهته قال ملك الأردن : الأساليب التقليدية في حل الأزمات لم تعد ناجعة ونقترح مقاربة جديدة لمواجهة الأزمة السورية.
واتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الحكومة السورية وحلفاءها بنسف مباحثات السلام في جنيف بشن هجوم على مدينة حلب بدعم روسي : ” ندين الهجوم الوحشي للنظام السوري بدعم روسي لتطويق حلب وخنقها، وفرنسا تدعم بشكل كامل قرار المبعوث الأممي بتعليق المفاوضات التي بدا واضحا أنه لا نظام بشار الأسد ولا حلفاؤه يريدون المشاركة فيها بنية صادقة مما تسبب بنسف جهود السلام”.
من جهته قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير” بات جليا على نحو متزايد في الأيام الماضية إلى أي مدى تأثرت المحادثات جنيف جراء هجوم الجيش السوري قرب حلب”.
من جانبها اعتبرت الولايات المتحدة أن الغارات الروسية التي عرقلت وصول المساعدات الإنسانية للسوريين كانت من بين أسباب تعليق محادثات جنيف.وقال جون كيري : ” إن الغارات الروسية في محيط مدينة حلب تركزت بشكل أساسي على الفصائل المعارضة، وحث موسكو على استهداف تنظيم داعش.
ليست هناك بوادر إيجابية على أن تسفر مفاوضات “جنيف3” بنتائج أفضل مما أسفرت عنه “جنيف 2 ” لعدة عوامل أبرزها سلوك وفد النظام الذي يبدو أنه متجه للممطالة وإحراز مزيد من التقدم على الأرض من خلال زيادة وتيرة القصف الروسي وكأن النظام يصرح للعالم بشكل علني أن لا حل سياسي في سوريا، وأن الحل عسكري .
المركز الصحفي السوري ـ سلوى عبد الرحمن