أصدرت مصادر رسمية تابعة للنظام السوري اليوم الاثنين قرارا نفت فيه ماتناقلته بعض وسائل الإعلام الموالية حول تعطيل الجهات العامة ومؤسسات الدولة ليوم غد الثلاثاء، وهو يوم الثامن من آذار يوم الثورة البعثية العظيمة والمجيدة وغيرها من الصفات والألقاب التي أطلقت عليها، بالإضافة للخطابات والاحتفالات التي تقام سنويا لتخليد ذكراها.
هل كانت حقا ثورة؟، أم انها كانت عبارة عن مصالح مشتركة تحت ستار الثورة؟، فمن كان غافلا عن حقيقة ثورة الثامن من آذارعام1963، فما هي إلا انقلاب عسكري خطط لها مجموعة من الضباط المسرحين من الجيش والقوميين العرب والمستقلين والبعثيين ومن ضمنهم حافظ الأسد حيث تم تسريحه من الجيش عقب إعلان انفصال سوريا ومصر، وقامت تلك المجموعة بالانطلاق فجر ذلك اليوم من معسكرات القنيطرة والسويداء واتجهوا بعدها نحو مدينة دمشق لإعلان تحالفهم، وتمكنوا يومها من السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون ومبنى أركان الجيش والقوات المسلحة وبعض المباني الحكومية الأخرى.
وأصدر في ذلك اليوم بيان الانقلابيين حول إعلان حالة الطوارئ والذي كان يعمل به طوال الفترة الماضية إلى أن قام بشار الأسد بإلغائه شكليا عام 2012 تحت ضغط المعارضة السورية ، لكن سرعان ماظهرت النوايا الطائفية من خلال تصفية بعض الضباط معظمهم من السنة ليتولى حزب البعث القيادة والسلطة.
رغم أنها بعيدة كل البعد عن تسميتها “ثورة”، إلا أن موالي النظام لازالوا حتى اليوم يتغنون بهذا اليوم المبارك، ويشيدون بإنجازات تلك الثورة، إلا أن شهر آذار كان له وقع خاص عند السوريين المعارضين لحكم آل الأسد الديكتاتوري، من خلال ولادة ثورة الكرامة فيه عام 2011، فباتت كلمة “ثورة” تشكل ذعرا لدى النظام وكل من والاه ووقف بجانبه معتبرين إياها مؤامرة كونية للإطاحة برئيسهم الذي لن يكرر الزمان والتاريخ مثيلا له، ولعل ذلك مايبرر قرارهم بإلغاء العطلة الرسمية في هذا اليوم.
مرت الثورة السورية بمراحل عدة، عانى السوريون خلال الأعوام الخمس الماضية أشد أنواع العنف والعذاب وبالأخص في المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة قوات النظام، فكانت معاناتهم مضاعفة من خلال استهدافهم بشكل شبه يومي بالبراميل المتفجرة والصواريخ المحرمة دوليا.
إلا أن قرار هدنة وقف إطلاق النار المتفق عليها، كان حافزا لدى بعض الناشطين من خلال دعوات لإحياء روح الثورة وعودة المظاهرات السلمية بعيدا عن الأسلحة للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل بشار الأسد، بالإضافة للمطلب الأساسي وهو توحيد الفصائل الثورية لتكون نتائج التوحد إيجابية ومبشرة للسوريين جميعا.
ولاقت تلك الدعوات استجابة عالية من أهالي المناطق المحررة الذين وجدوا فيها وسيلة لإيصال صوتهم للعالم أجمع، وأنهم لازالوا صامدين رغم المعاناة ولازالوا مصرين على مواصلة ما بدؤوا به ولن يتغير موقفهم من نظام حاول بشتى الوسائل قهر إرادة الشعب وكسر شوكته، ورغم ذلك ثورتنا مستمرة وباقية لأنها نابعة من صميم شعب يعشق الحرية.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد