التقى تلفزيون سوريا يوم أمس مع المفكر الفلسطيني والمهتم للشأن السوري عزمي بشارة في حوار طويل تضمن الكثير من التحليلات والأراء حول ما تمر فيه سورية بالوقت الحالي.
قال عزمي بشارة “سوريا تمر بمرحلة تحول تاريخي بعد انتهاء حكم الأسد، حيث تواجه البلاد تحديات كبيرة لتأسيس دولة جديدة. الأمل في التغيير كبير، لكن الطريق نحو الاستقرار مليء بالصعوبات”.
وحول الوضع الاقتصادي قال “تأثير العقوبات الاقتصادية على النظام السوري كانت كبيرة، حيث أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي وغياب الخدمات الأساسية. هذه العقوبات ساهمت في انهيار النظام المعنوي والفساد المستشري داخل النظام السوري أثر بشكل كبير على معنويات الجنود وضباط الجيش، مما جعلهم غير قادرين على دعم النظام في الأوقات الحرجة”.
وتحدث عن عوامل سقوط بشار الأسد وأهمها برأيه “وجود قوى منضبطة مثل هيئة تحرير الشام كان له دور كبير في استغلال الفرص لإنهاء حكم الأسد. هذه القوى كانت قادرة على التنظيم والاستعداد لمواجهة النظام”.
وعن الظروف التي سبقت السقوط قال “تفاجأ العالم بقرار بعض الدول العربية التوجه نحو تطبيع العلاقات مع النظام السوري، بعد ضغوطات أمريكية ودولية. يعتبر هذا التحول مثيرًا للجدل ويعكس تغيرات جذرية في السياسة الإقليمية”.
وعن العلاقة مع روسيا قال “تتعلق العلاقات الروسية السورية بمصالح جيوسياسية معقدة. روسيا لم تعد تعتبر بشار الأسد حليفًا موثوقًا، بل استخدمت سوريا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية”.
وعن المرحلة الانتقالية تحدث “المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية تتطلب فهم الهدف منها، حيث تحدد طبيعتها الأهداف السياسية والمجتمعية المراد الوصول إليها. من المهم أن يتم تحديد هذه الأهداف بوضوح لتجنب الفوضى والارتباك. تتحدث النقاشات حول التحولات السياسية في سوريا وكيف يمكن أن تؤثر التغيرات في المجتمع على مستقبل الحكم. يشير المتحدثون إلى أهمية التكيف مع طبيعة المجتمع السوري وتنوعه، إن بناء الدولة في سوريا يتطلب توافق المجتمع على المبادئ الأساسية مثل حقوق الإنسان وحرية المواطن. هذه العملية معقدة وتعتمد على جهود مشتركة لإعادة بناء مؤسسات الدولة، يحتاج توحيد سوريا إلى وحدة وطنية حقيقية لمواجهة التدخلات الأجنبية، مما يتطلب حوارًا بين جميع القوى السياسية لضمان الاستقرار في البلاد”.
وأهم ما قاله حول الحرية والمحاسبة ” تعني الحرية في السياق السوري احترام الحقوق والحريات الأساسية. يجب على أي نظام قادم أن يضمن المساواة وحقوق المواطنين كشرط أساسي للاعتراف به، يجب أن يتم محاسبة المسؤولين عن الجرائم الكبرى في سوريا، مع ضرورة تجاوز فكرة تجريم كل المجتمع كضحايا. المجتمع يحتاج إلى المصالحة وبناء مستقبل أفضل، الوضع الحالي في سوريا يعكس غياب المقاومة الحقيقية للنظام، حيث يواجه المعارضون تحديات عديدة على السوشيال ميديا. يجب التركيز على قضايا أهم مثل الاقتصاد والأمن بدلاً من الانشغال بالمواضيع الهامشية”.
الوضع في سوريا يتطلب حواراً سياسياً وتوافقاً بين كافة الأطراف، حيث أن أي تدخل خارجي لن يحل الأزمة بل قد يزيدها تعقيداً. يجب احترام الثقافات المختلفة وحق السوريين في تقرير مصيرهم.