سعت موسكو من سيطرة قواتها وميليشياتها العاملة في حلب منذ اليوم الأول لتهجير القسم الشرقي من مدينة حلب أواخر 2016 لبسط نفوذها على المدينة ككل، في ظل شعورها بخطر السيطرة الإيرانية المطلقة التي كانت مفروضة فيما مضى على القسم الغربي وأرياف حلب بشكل عام لاسيما وأن الميليشيات الإيرانية دخلت الحرب ضد الشعب السوري منذ العام 2012 أي قبل دخول الروس بسنوات.
وقبل أسابيع أعلنت ميليشيا (آل بري) المدعومة من روسيا بسط سيطرتها على الأحياء الشرقية من مدينة حلب كاملة، بعد مهاجمتها مقرات الميليشيات الأخرى في أحياء حلب القديمة على مرأى من شرطة الاحتلال الروسي التي اتخذت دور المتفرج حينها، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه موافقة روسية على ما يحدث.
ميليشيا جديدة قيد التحضير
وقالت مصادر خاصة في حلب لـ “أورينت نت”، إن روسيا بدأت مؤخراً بالتحضير لتشكيل ميليشيا جديدة في حلب مكونة من جميع الميليشيات التي تدعمها روسيا في المدينة وعلى رأسها (آل بري والعساسنة) إضافة لبعض الميليشيات المحلية الأخرى، حيث من المزمع أن يحمل التشميل الجديد اسم (قوات الدفاع المحلي) وأن يكون برئاسة القيادي في ميليشيا آل بري (كنان أبو الحسن) الذي سبق أن أعلن حلب الشرقية تابعة لحكمه”، مشيرة إلى أن الإعلان عن الميليشيا سيكون قريباً وسيكون تحت إشراف روسي وبرعاية من أمن أسد وأفرعه المخابراتية.
تضيف: “سيطرة ميليشيا آل بري مؤخراً على الأحياء الشرقية في حلب خلقت حالة من الاستياء لدى باقي الميليشيات التي هدد بعضها بهجوم كبير لاستعادة ما خسرته في المنطقة”، وهو ما جعل الروس وفق ما تراه المصادر يردون بهذه الخطوة عبر (ميليشيا تشاركية) من شأنها كسر أي خلافات قد تنشب بين الميليشيات المدعومة من قبلهم إضافة لتنظيم عمل تلك الميليشيات ضمن هيكلية موحدة.
اجتماع للميليشيات مع الروس
ووفقاً للمصادر فإن الميليشيات اجتمعت مع الجانب الروسي لمناقشة موضوع الانتشار والنفوذ وذلك بعد أيام قليلة من سيطرة ميليشيا (آل بري) على الأحياء الشرقية، حيث حضر الاجتماع مندوب عن الشرطة العسكرية التابعة للاحتلال الروسي في حلب مع ضباط من الأمن العسكري والأمن الجوي، إضافة للقادة في ميليشيا العساسنة وآل ديري في حلب (عبد الرحيم العجان، ونضال العبود) وتم الاتفاق على حل المشكلة بالتراضي بين جميع الأطراف وبما يضمن مصالح الجميع في المنطقة.
وفقاً لمراقبين فإن عملية صهر الميليشيات ضمن ميليشيا واحدة يأتي أيضاً ضمن إطار الصراع الروسي – الإيراني في حلب، أي أن تلك الميليشيات وعندما يحين الوقت ستكون في مواجهة مباشرة جديدة مع الميليشيات الإيرانية لاسيما وأن الميليشيات الإيرانية عادت من جديد في محاولة للتوسع باتجاه أحياء المدينة التي تم طردها منها قبل أشهر بعد معارك طاحنة خاضتها ميليشيا آل بري إلى جانب ميليشيات محلية أخرى ضدها.
وداهمت ميليشيا (آل بري) أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أحياء باب النيرب وباب الحديد وجب القبة وساحة الحطب،إضافة إلى كرم الجبل والميسر والفردوس، وسيطرت على مقرات العساسنة والباقر والبقارة فيها، وذلك عبر تطويقها للمقرات بالأسلحة الثقيلة، وقد استسلم عناصر المقرات دون أي مقاومة تذكر باستثناء مقرين للبقارة في منطقة باب الحديد جرى بينهم وبين القوات المهاجمة اشتباكات بالأسلحة المتوسطة دامت لنصف ساعة وانتهت بسيطرة ميليشيا آل بري على المقرين بما فيهما من أسلحة وعتاد فيما لم تعتقل أي عنصر من الميليشيات الأخرى وفتحت لهم الطريق باتجاه مناطقهم.
نقلا : تلفزيون أورينت