قبيل انطلاق الجولة الثالثة من محادثات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، تستعد الأخيرة للذهاب إلى جنيف بأكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والميدانية، فضلاً عن كسب أكبر قدر من التأييد الدولي لموقفها من شكل التفاوض الذي تسعى لأن يكون محادثات مباشرة، وجدول الأعمال الذي تعمل ليتضمّن البحث الجدي في عملية الانتقال السياسي، كما تسعى للمحافظة على وفدها الذي يعمل النظام وحلفاؤه على اختراقه من خلال تطعيمه بشخصيات تميل للنظام أكثر من المعارضة.
يأتي هذا في وقت كان فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يرسم قواعد اللعبة السياسية والميدانية في المرحلة المقبلة، من خلال حديثه عن رؤيته للهدنة القائمة والتعاطي معها، وكلامه عن التفاهمات الروسية الأميركية والموقف الايراني الروسي من رئيس النظام بشار الأسد، فضلاً عن رسالته للأسد في ما يتعلق بالمخرج الآمن ودوره في بداية المرحلة الانتقالية.
وعلمت “العربي الجديد” من مصدر مطلع في المعارضة، أن الهيئة العليا للمفاوضات ليس في نيتها الانسحاب من المحادثات قبل بدء الجولة المقبلة، وأنها ستذهب للجولة الثالثة من المحادثات وستتخذ خلالها مواقف حسب المستجدات وتناسبها مع رؤيتها. ولم يستبعد المصدر أن تصل تلك المواقف إلى الانسحاب من المحادثات في حال لمست الهيئة حرفاً للمحادثات عن مسارها بما لا يخدم تطلعات الشعب السوري. ورداً على ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن دعوة الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لشخصيات معارضة ينتمون إلى ما يُسمى “إعلان القاهرة” لحضور الجولة الثالثة من محادثات جنيف المقررة في 13 من شهر ابريل/نسيان الحالي، يؤكد المصدر أنه لن يكون في محادثات جنيف إلا وفد الهيئة العليا للمفاوضات ممثلاً للمعارضة مقابل وفد النظام. ويشدد على أن أي طرح آخر “مرفوض، ولن نسمح بتمريره”، مشيراً إلى أن دي ميستورا “حر في اختيار شخصيات معارضة كمستشارين له، على ألا تكون ضمن وفد المعارضة أو بديلة عنه”. ويوضح المصدر أن المعارضة السورية تتقاطع بالرؤى مع عدد من الشخصيات المدعوة، ولكنها تعترض على تعدّد الوفود “كي لا يكون ذلك أداة ابتزاز سياسي للمعارضة من قبل موسكو”.
ويبدو أن موسكو تحاول اختراق المعرضة بهدف تشتيتها وإظهارها كمعارضات متعددة غير متوافقة من جهة، والتوصل إلى تفاهمات مع بعض الشخصيات المعارضة التي تقبل بالصيغة الروسية للحل في سورية من جهة أخرى، وذلك للعمل على تعويمها على حساب الجسم التمثيلي للمعارضة. وعلمت “العربي الجديد” أن روسيا حاولت استقطاب المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، من خلال توجيه دعوة خاصة له لزيارة موسكو عبر وسطاء إقليميين، إلا أن الأخير رفض تلك الدعوة، الأمر الذي دفع موسكو للتواصل مع الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب عبر مساعد وزير الخارجية الروسي الذي التقى الخطيب في الدوحة منذ يومين، الأمر الذي يرجح أن يتم العمل على إعطاء الخطيب دوراً في المرحلة لانتقالية كشخصية توافقية، تستطيع التفاهم مع الروس.
العربي الجديد