أُعلن في مدينة أورفة جنوبي تركيا مساء أمس السبت عن تشكيل تحالف سياسي عسكري سوري جديد، يضم قبائل وعشائر عربية وتركمانية من محافظات الرقة ودير الزور والحسكة التي تتنازع السيطرة عليها عدة أطراف متقاتلة.
وقال عمر الدادا ممثل التركمان في التحالف الجديد وأحد نواب رئيسه، إن الهدف من هذا االتكتل محاربة قوات النظام وتنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وأوضح الدادا أن التحالف يضم 15 قبيلة وعشيرة عربية وتركمانية، وأشار -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن باب التحالف مفتوح لبقية قبائل وعشائر المنطقة، وتوقع انضمام المزيد منها.
وبيّن أن مندوبي القبائل اختاروا أحد شيوخ قبيلة “الولْدة”، التي تعد كبرى قبائل محافظة الرقة، رئيسا للتحالف، كما اختاروا ثلاثة نواب له.
وأكد الدادا أن التحالف الجديد يعتبر روسيا وايران وحزب الله أعداء له، وأشار إلى أنه لن يتعامل مع من وصفهم بـ”المشبوهين”، غير أنه أكد أن التحالف سيحتضن من أراد العودة عن تحالفات سابقة أضرت بالثورة.
وعن موقف السلطات التركية من التحالف، اكتفى الدادا بالقول إن هناك مصالح مشتركة بين الطرفين، مشيرا إلى أن الخطوة التالية ستكون تشكيل كتائب عسكرية تتبع للجيش السوري الحر تعمل على تحرير المنطقة الشرقية من تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب وقوات النظام، والحؤول دون وقوع مشاكل بين قبائل المنطقة وبين المكونات العرقية.
ودعا القبائل الكردية غير المتحالفة مع وحدات حماية الشعب للانضمام للتحالف الجديد الذي سيعمل على إرساء قواعد عيش مشترك بين مكونات المنطقة الشرقية من عرب وكرد وتركمان.
ويسيطر تنظيم الدولة على محافظة الرقة بشكل شبه كامل، وعلى محافظة دير الزور باستثناء أحياء داخل المدينة تخضع لسيطرة النظام، كما يسيطر على ريف الحسكة الجنوبي، في حين تتشارك الوحدات الكردية السيطرة على محافظة الحسكة مع قوات النظام.
وسيطرت وحدات حماية الشعب منتصف العام الجاري على مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي على الحدود مع تركيا والتي تضم عربا وتركماناً، بعد انسحاب تنظيم الدولة منها، واُتهمت بممارسة عمليات تهجير وتطهير عرقي من قبل منظمة العفو الدولية.
وأشار المحامي أنور الكطاف أحد نواب رئيس التحالف، إلى وجود قبائل وعشائر ذات ثقل في المنطقة الشرقية من سوريا ضمن التحالف. وأكد أن تشكيل التحالف جاء بجهود فردية، وتوقع أن يكون له تأثير كبير في المشهد السياسي والعسكري في المنطقة كونه سيكون المعبّر عن أبناء منطقة عشائرية.
وشهدت المنطقة الشرقية من سوريا مؤخرا ظهور عدة تحالفات لمحاربة تنظيم الدولة بدعم أميركي وروسي، أبرزها تحالف “قوات سوريا الديمقراطية” الذي ضم عدة فصائل متحالفة مع النظام في مقدمتها وحدات حماية الشعب ومليشيا “الصناديد” و”كتائب البعث”.
ويرى الناشط السياسي مضر الأسعد أن التحالف القبلي الجديد سيكون له شأن في المنطقة الشرقية، وسيحظى بحاضنة اجتماعية قوية إن وجد الدعم العسكري والسياسي والإعلامي من التحالف الدولي، لأن تحالف “قوات سوريا الديمقراطية” أُقيم بدعم واضح من النظام.
ولا يستبعد الأسعد أن تقوم تركيا بدعم التحالف القبلي الجديد لأنها “تبحت عن جهة سورية فاعلة متراصة لمواجهة وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة وقوات النظام على حدودها الجنوبية”.
المصدر: الجزيرة