اختتم قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الثالث من قمتهم في بروكسل دون اتفاق بشأن خطة موحّدة للنهوض الاقتصادي في مرحلة ما بعد جائحة كورونا، وسيستأنفون اجتماعاتهم عصر اليوم.
وكثّف قادة الاتحاد الأوروبي محادثاتهم المتواصلة في بروكسل منذ الجمعة، على أمل تجنّب فشل المفاوضات بشأن خطة تتبناها فرنسا وألمانيا، تتجاوز قيمتها 1.8 تريليون يورو (نحو 2.06 تريليون دولار).
وتهدف قمة زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على حزمة مساعدات من أجل إخراج أوروبا من أسوأ ركود تشهده منذ الحرب العالمية الثانية، لكن سير المباحثات يشير إلى أن الاتفاق بعيد المنال مع استمرار الخلافات على التفاصيل بين الزعماء، مما يهدد بتأجيل الحزمة أو تقليصها بدرجة كبيرة.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال -مساء الأحد- زعماء الاتّحاد الأوروبي إلى عدم إظهار “أوروبا ضعيفة”، حاضّا إيّاهم على التوافق حول خطّة التعافي الاقتصادي.
وأعرب ميشال عن “رغبته” في أن يتوصّل الأوروبيون إلى “اتّفاق، وأن يتصدر نجاح الاتحاد الأوروبي في مهمة مستحيلة، الصحف الأوروبية”.
ماكرون غاضب وميركل تحاول
وقال دبلوماسي فرنسي إنّ الرئيس إيمانويل ماكرون احتج على تعنّت بعض نظرائه، وقال إن ماكرون هاجم الدول التي تتبنّى مقاربة متحفّظة للغاية إزاء خطة الإنعاش الاقتصادي، وهي هولندا والسويد والدانمارك والنمسا إضافة إلى فنلندا.
وأفاد الدبلوماسي الفرنسي أنّ ماكرون “ضرب بيَده على الطاولة” في القمّة الأوروبّية، وقال إنه “كان قاسيا إزاء تناقضاتهم”، لكنّ المستشار أعرب عن أسفه لأنّ ما قام به ماكرون “تمّ سرده بطريقة كاريكاتورية إلى حدّ ما” على لسان بعض الوفود.
من جهتها، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن اتفاق زعماء الاتحاد الأوروبي على حزمة مساعدات مالية طموحة للتكتل، خير من التوصل إلى اتفاق سريع بأي ثمن.
وكشفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الخلاف المتصاعد بخصوص مستوى الإنفاق قد يتعذر التغلب عليه، وقالت “ثمة قدر كبير من النوايا الحسنة لكن العديد من المواقف أيضا. سأبذل قصارى جهدي لكن من الممكن ألا تتحقق نتيجة”.
ويثار الخلاف على حجم صندوق التعافي الجديد ونسبة المنح والقروض، إذ تسعى بعض الدول الأكثر ثراء بقيادة هولندا لتقييد ذلك، بما يسلط الضوء على عمق الانقسام بين دول شمال وجنوب الاتحاد الأوروبي.
وعلى نحو منفصل، تواجه القمة مصاعب في الاتفاق على تخفيضات في ميزانية الاتحاد للدول الأغنى، فضلا عن الخلاف على آلية جديدة مقترحة قد تجمد تمويل الاتحاد الأوروبي للدول التي تنتهك المبادئ الديمقراطية.
نقلا عن الجزيرة